lundi 17 mars 2008

وعــي زائــف



من المخجل حقا أن يتصدّى لقيادة هذه الأمة العظيمة أشخاص لا يعرفون حقيقتها ولا يدركون عناصر القوة في هويتها الحضارية ولا أسباب الضعف فيها فيساهمون من غير قصد في تأييد تخلفنا وتبعيتنا المطلقة لعدو همه الوحيد إذلالنا والنكاية بنا واستغلال ثرواتنا والاستحواذ عليها.
إن من جملة ما ابتليت به هذه الأمة، تذبذب أبنائها المخلصين بين مناهج مختلفة ومتضاربة في تحليلهم لمجمل قضايانا الحيوية، أو غياب المفهوم الصحيح في أحايين كثيرة مما يوقعهم في غموض الفكرة وقصورها وهذا قد يوصلنا إلى التهلكة مكرهين. فهذا الكاتب يغيب عن ذهنه فكرة أن الشعب الفلسطيني هو جزء لا يتجزأ من الأمة الإسلامية ووحدة أهدافها وكل مل يمس الشعب الفلسطيني من قريب أو بعيد يهز كيان الأمة الإسلامية جميعا ويضربها في العمق بل ويفترض ان يهب كل أحزاب هذه الأمة –جيوشا وأفرادا- لنجدته إذا ما تعرض لسوء عملا بقوله عز وجل "ان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون". إن الوعي الزائف الذي غرسه الاستعمار ولا يزال يقوم بغرسه عملاؤه وبقايا قوى الردة في بلادنا القائل بأن لكل شعب من شعوبنا شانه الخاص الذي يغنيه عن الالتفات لكل آلام الأمة الإسلامية لهو السبب المباشر في كل هزائمنا تقريبا، فهذا الشعور الزائف هو الذي أضعفنا ومكن قوى الاستكبار العالمي من الاستفراد بنا كل على حدة، "فالولايات المتحدة تحارب العراق لأنها ضامنة استفرادهم وإسرائيل تفتك بالفلسطينيين لأنها ضامنة استفرادهم... لم يحدث أن حارب أحد العرب كلهم" (المرجع: أ. طارق مصاورة في مقالة له بعنوان "بعد روس ستحل أولبرايت" "القدس العربي" عدد 2576).
أما من نصبوا أنفسهم الممثلين الشرعيين والوحيدين للشعب الفلسطيني فيتجاهلون أن كل الشعب الفلسطيني "بمتطرفيه ومعتدليه، بحمائمه وصقوره" تجب حمايتهم من العدو الصهيوني وحفظ أرواحهم وممتلكاتهم ولا يتذكرون هذه الحقيقة الا تحت ظروف قاهرة ولأسباب تكتيكية بحتة!!؟
ولقد أصبح هم بعض قادتنا –حفظهم الله- محاربة شعوبهم ورعاياهم تحت لافتات التطرف والإرهاب أو باسم الديمقراطية التي أشربوها فعرفوا أن بعض مواطنيهم لا ينتمون إلى عالم البشر بل وصاروا يرددون مصطلحات اختلقها اعداؤنا لمحاصرة أي شعلة نور يمكن أن تبزغ في سماء هذه الأمة العظيمة التي ابتعثها الله لتكون رحمة للعالمين

Aucun commentaire: