samedi 29 mars 2008

نداء إلى الشعب التونسي المسلم


بسم الله الرحمان الرحيم

أخي المسلم في تونس
تحية حب و تقدير و مودة.. و بعد : يسعدني أن التمس منك النظر في امكاتية الانخراط في صفوف : ( المنظمة العالمية لدعوة الحق ) التي تسعى بعون الله إلى إقامة ׃ ( دولة التوحيد في العالم الإسلامي ) .. دولة أسها الإيمان بالله الواحد الأحد و قوانينها آيات القرآن المجيد لا غير.. في الأسرة و المجتمع و كافة جوانب الحياة البشرية... إن انخراطك في منظمتنا يعني أخي انك تسلك سبيل الرسل عليهم السلام في إبلاغ كلمات الله و معانيها البينة إلى الناس كافة حتى يعبدوا ربا واحدا – خالقهم و رازقهم - ... و مساهمة فعالة في حل مشكلات امتنا الإسلامية المستضعفة بسبب تخليها عن شرع الله و تعاليمه و تنكرها لربوبية الله عز و جل و إتباعها لأرباب بشرية أوردتها المهالك و أورثتها الضعف و الهزيمة .. و لمزيد الاطلاع على أطروحات منظمتنا يرجى الدخول إلى العنوان التالي ׃( islam3000.blogspot.com
و تقبل مني فائق عبارات الشكر و التقدير .
أخوك محمد بن عمر – تونس





















بمناسبة الانتخابات الرئاسية و التشريعية في تونس2009


نداء إلى الشعب التونسي المسلم
الشعب التونسي ينحاز إلى
تطبيق سنن القرآن قوانينه

يا شعبي التونسي الحبيب ׃

لقد عشت بين أظهركم منذ أربعين سنة’ انعم بخيرات هذه البلاد المعطاء.. لذا أحببت أن أذكركم و اذكر كافة القوى الحية في تونس الخضراء بالله ربنا جميعا و رب العالمين.. مالك الملك و رازق الخلق بغير حساب ... و أن نعبده وحده دون شريك .. و أن نفرده بالطاعة و الخضوع لما أنزل علينا في القرآن .. و نجعل من جميع آياته البينات دستورا لحياتنا و قوانين تنتظم به علاقات بعضنا ببعض ׃ أفرادا و جماعات .. نساء ورجالا..حكاما و محكومين..

يا أحفاد طارق ׃

إن القوانين التي استنوها لكم منذ استقلال تونس و تخضعون لها اليوم في حياتكم.. قد استنها عباد أمثالكم عاجزين بطبعهم عن تقييم أي سلوك أو مدى نفعه أو ضره لكم.. و قد حولت هذه القوانين حياتكم إلى جحيم لا يطاق ..و ضنك في العيش لا يدانى ..لأنها قوانين تتعارض و الفطرة التي خلقكم ربكم عليها( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله). فأفقدت رجالكم رجولتهم و نساءكم أنوثتهن. .فاستشرى العجز الجنسي و مرض السكري و ضغط الدم و شتى الأمراض المزمنة و البطالة المهلكة و الانحراف المهين لكرامتكم و الفقر المدقع .. و ضاع أبناؤنا في متاهات الطريق..! (أربعون في المائة من التونسيين يعانون عجزا جنسيا متفاوتا.. و إن الأمراض المزمنة تتزايد في تونس من عام إلى آخر حسب ما جاء في جريدة القدس العربي ليوم 28فيفري)2008

تذكروا أيها الأحبة ׃

إن قوانين الله و سننه نافذة على جميع خلقه طوعا و كرها.. أحب الناس أم كرهوا .. فلنختر السير على هديها طوعا لا كرها.. بإيمان و احتساب .. حتى نسعد دنيا و آخرة كما سعد كل أتباع الرسل عليهم السلام.. ونفوز بالجنة يوم لقاه..
׃" فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى و من اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى" سورة طه الآية 123و 124

و اعلموا أيها الأحبة ׃

إن جميع الخلق.. مهما أوتوا من علم و قوة لا يملكون لكم ضرا و لا نفعا إذا آمنتم بربكم حق الإيمان و نصرتم دينه واستجبتم لما انزل علينا في القرآن .. و تذكروا أن الله قد اهلك من قبل فرعون و هامان و جنودهما.. فهل تقبلون العيش جنودا للطواغيت و قوانينهم التي ما سنت إلا لإخضاعكم للطواغيت و سدنتهم من الكهنة و رجال الدين البائعين لآيات الله بثمن بخس و استغلالهم.. و نهب الثروات التي انعم الله بها عليكم و على بلادنا لتكونوا عبيدا له لا لغيره من الخلق.. .!? و تذكروا أيها الأحبة أنكم قد أعطيتم عهدكم و ميثاقكم الغليظ لله ربكم عندما تقفون بين يديه كل يوم معاهدين مرددين׃ " إياك نعبد و إياك نستعين"

يا أبناء تونس الخضراء:

شكلت بلادنا منارة للإسلام دين التوحيد و الخضوع لشرع الله العزيز... و قلعة حصينة لأمة الإسلام .. امة جميع الأنبياء عليهم السلام .. فلا تسمحوا لأنفسكم بالخضوع لحكم طواغيت ما انزل الله بها من سلطان أو نفوذ .. إني أعظكم أن تكونوا من " الجاهلين " أو" الظالمين " أو" الفاسقين عن شرع الله" ׃( ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون ) سورة المائدة الآية 44

يا شعبي الحبيب :

إني أهيب بكم جميعا أن لا تتخذوا من الطواغيت مهما كانت مسمياتهم أربابا لكم تتبعون قوانينهم الفاسقة عن شرع الله و تشريعاتهم الظالمة – التي ما حبروها إلا لخدمة مصالحهم ... إنها قوانين عمياء كعمى بصيرة الذين حبروها.. فاسقة عن قوانين الله و سننه في الأسرة و المجتمع و الحياة الحق الطيبة... و التي أهوت بكم في مكان سحيق من الظلم و الضياع و ضنك العيش .... فالله وحده مولاكم و رازقكم و العالم بحقيقة ما يناسب خلقتكم .. نعم المولى و نعم النصير.. و تذكروا أن الأرض أرضه وعد بتوريثها عباده الصالحين المتبعين لما انزل في القرآن العظيم..
إني ادعوك يا شعبي لنتكاتف جميعا و نوحد جهودنا و إرادتنا .. نساء و رجالا حكاما و محكومين لإقامة دولة التوحيد في تونس .. دولة أسها الإيمان و قانونها آيات القرآن العظيم .. و نجمع شتات امتنا الإسلامية في مشارق الأرض و مغاربها حتى نقوى بهم و يقووا بنا و نرفع الظلم عن أنفسنا و عن كل المستضعفين في الأرض و نوصل رحمة الله إلى جميع الخلق :" و إن هذه أمتكم امة واحدة و أنا ربكم فاتقون"سورة المؤمنون الآية 52.

أيها الأحبة:
اتخذ اليهود و النصارى من قبلنا نحن المسلمين : " أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم و ما أمروا إلا ليعبدوا الاها واحدا لا لاه إلا هو سبحانه عما يشركون "( سورة التوبة الآية31 ).. فلعنوا إلا أن يتوبوا... فإياكم و إتباع هؤلاء الدراويش "(جماعة إذاعة الزيتونة... قادة النهضة.. حزب التحرير..ايمة المساجد ... )ممن اتخذوا القرآن مهجورا و حرفوا معاني كلمات الله و اتبعوا أهواءهم في الإفتاء بغير ما انزل الله.. بحجج واهية و عمى في البصيرة يصور لهم أن الكلام يغني عن الفعل و الاستجابة لكل تعاليم الله في القرآن الكريم: "كبر مقتا عند أن تقولوا ما لا تفعلون"سورة الصف الآية 3."
لقد حرم الله الجنة على المشركين لأنهم نجس بإصرارهم على ما ألفوا عليه آباءهم من الأموات ( أحاديث بشرية مشكوك حتى في صحتها و قد نهى الرسول الكريم عن كتابة أقواله.. مذاهب فقهية ما انزل الله بها من سلطان .. ابن تيمية..ابن عاشور... ) فإياكم و الصلاة وراء هؤلاء الدراويش حتى يصلحوا من عقائدهم في ربوبية الله وحده دون شريك.. طهروا منهم مساجدكم .. و انتخبوا من بينكم
المتقين الموحدين لله رب العالمين .. ليكونوالكم ايمة و قادة ..
أيها الأحبة :

إن غياب دولة التوحيد في العالم .. شكل ضربة قاسمة لظهور المسلمين.. و فتت أراضيهم حتى صارت ثرواتهم التي حباهم الله بها فيئا منتهبا من قبل قوى الاستعمار و الاستكبار في الأرض وورثتهم من قوى الردة و العمالة .. مما هيا الأرضية الملائمة للمجرمين و الإرهابيين ..( ابن لادن و من سار على دربه..) لاستغلال فتياننا و زهراتنا في عمليات إجرامية ما انزل الله بها من سلطان !! فالله رب الناس جميعا لم يأذن لأوليائه بالقتال في سبيله إلا في إطار دولة التوحيد التي شكلها نبيه عليه السلام بعد جهد جهيد .. لنصرة المؤمنين في المدينة و رد عدوان الظالمين : " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و أن الله على نصرهم لقدير . الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ... و لينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز " سورة الحج الآية 39 و 40
ان القتال في سبيل الله هو خطاب موجه لمؤمنين موحدين .. اشترى الله منهم :" أنفسهم و أموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الإنجيل و القرآن "( سورة التوبة الاية 111).
انه خطاب لمؤمنين توحدوا بشرع الله و قوانينه و عاشوا في ملكه بالإسلام و للإسلام و لم تفرقهم الأهواء و المصالح الطائفية.. و الأرباب البشرية كما يحدث بالعراق و فلسطين...

أيها المسلمون في تونس الحبيبة:

ابدؤوا بأنفسكم فأصلحوها بشرع الله في القرآن الذي فصل الله فيه القول تفصيلا بينا في كل مناحي الحياة ... في الأسرة و المجتمع و القضاء و السياسة.. و لستم بحاجة إلى تفسير هؤلاء الدراويش المتاجرين بآيات الله البينات ... فهم عميان البصر و البصيرة .. . لا يسمعون الحق .. و لا يبصرون إلا أهواءهم .. و أصلحوا زوجاتكم و أبنائكم بالقرآن.. و شكلوا من أسركم خلايا حية نابضة في جسد امة الإسلام و دولة الإسلام ... و عيشوا رحمة الله التي ابتعث من اجلها نبيكم عليه السلام .. و اقتدوا بفعله لا بقوله في الاستمساك بالذي أوحي إليه من ربه ... و اعلموا أن الأمة التي شكلها في عصره عليه السلام :" لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسالون عما كانوا يعملون " سورة البقرة الاية 134. و اختاروا من أحيائكم و قراكم و مدنكم ... المتقين من إخوانكم لقيادتكم .. فكلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته .. و هيئوا أنفسكم لبعث دولة الإسلام في تونس الخضراء .. و قيادة العالم من جديد ..
أيها المسلمون في تونس و في العالم :

انصروا رسولكم محمد صلى الله عليه و سلم بإتباع القرآن الذي أوحى به إليه ربه و عجز الجن و الإنس على الإتيان بسورة من مثله و لا تكونوا من الذين تبرا منهم نبيكم :" و قال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " سورة الفرقان الاية 30 ... و لا تكونوا من أولئك العربان الأشد كفرا و نفاقا من المسيئين لنبيكم من أهل الكتاب .. بل ادعوهم إلى كلمة سواء بيننا و بينهم :" ألا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون " سورة آل عمران الآية 64 .
قولوا لهم ليس بيننا و بينكم " حوار الحضارات أو الأديان " كما يزعم المبطلون من الأعراب بل ربنا و ربكم واحد و شرعنا و شرعكم واحد و رسولنا و رسولكم إخوة في الله قد بلغوا جميعا كلمات الله و رسالته الواحدة و كانوا جميعا مسلمين : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين و لا
تتفرقوا فيه" سورة الشورى الآية 13 . تكتلوا اخوتي في الله حول كتاب مولاكم الحق لا الاه غيره و لا معبود سواه .. توحدوا جميعا لإقامة
" دولة التوحيد في العالم"


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
- mon blog : islam3000.blogspot.com
abourebii@yahoo.fr

نداء إلى الشعب التونسي المسلم


بسم الله الرحمان الرحيم

أخي المسلم
تحية حب و تقدير و مودة.. و بعد : يسعدني أن التمس منك النظر في امكاتية الانخراط في صفوف : ( المنظمة العالمية لدعوة الحق ) التي تسعى بعون الله إلى إقامة ׃ ( دولة التوحيد في العالم الإسلامي ) .. دولة أسها الإيمان بالله الواحد الأحد و قوانينها آيات القرآن المجيد لا غير.. في الأسرة و المجتمع و كافة جوانب الحياة البشرية... إن انخراطك في منظمتنا يعني أخي انك تسلك سبيل الرسل عليهم السلام في إبلاغ كلمات الله و معانيها البينة إلى الناس كافة حتى يعبدوا ربا واحدا – خالقهم و رازقهم - ... و مساهمة فعالة في حل مشكلات امتنا الإسلامية المستضعفة بسبب تخليها عن شرع الله و تعاليمه و تنكرها لربوبية الله عز و جل و إتباعها لأرباب بشرية أوردتها المهالك و أورثتها الضعف و الهزيمة .. و لمزيد الاطلاع على أطروحات منظمتنا يرجى الدخول إلى العنوان التالي ׃( islam3000.blogspot.com
و تقبل مني فائق عبارات الشكر و التقدير .
أخوك محمد بن عمر – تونس











بمناسبة الانتخابات الرئاسية و التشريعية في تونس2009


نداء إلى الشعب التونسي المسلم
الشعب التونسي ينحاز إلى
تطبيق سنن القرآن قوانينه

يا شعبي التونسي الحبيب ׃

لقد عشت بين أظهركم منذ أربعين سنة’ انعم بخيرات هذه البلاد المعطاء.. لذا أحببت أن أذكركم و اذكر كافة القوى الحية في تونس الخضراء بالله ربنا جميعا و رب العالمين.. مالك الملك و رازق الخلق بغير حساب ... و أن نعبده وحده دون شريك .. و أن نفرده بالطاعة و الخضوع لما أنزل علينا في القرآن .. و نجعل من جميع آياته البينات دستورا لحياتنا و قوانين تنتظم به علاقات بعضنا ببعض ׃ أفرادا و جماعات .. نساء ورجالا..حكاما و محكومين..

يا أحفاد طارق ׃

إن القوانين التي استنوها لكم منذ استقلال تونس و تخضعون لها اليوم في حياتكم.. قد استنها عباد أمثالكم عاجزين بطبعهم عن تقييم أي سلوك أو مدى نفعه أو ضره لكم.. و قد حولت هذه القوانين حياتكم إلى جحيم لا يطاق ..و ضنك في العيش لا يدانى ..لأنها قوانين تتعارض و الفطرة التي خلقكم ربكم عليها( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله). فأفقدت رجالكم رجولتهم و نساءكم أنوثتهن. .فاستشرى العجز الجنسي و مرض السكري و ضغط الدم و شتى الأمراض المزمنة و البطالة المهلكة و الانحراف المهين لكرامتكم و الفقر المدقع .. و ضاع أبناؤنا في متاهات الطريق..! (أربعون في المائة من التونسيين يعانون عجزا جنسيا متفاوتا.. و إن الأمراض المزمنة تتزايد في تونس من عام إلى آخر حسب ما جاء في جريدة القدس العربي ليوم 28فيفري)2008

تذكروا أيها الأحبة ׃

إن قوانين الله و سننه نافذة على جميع خلقه طوعا و كرها.. أحب الناس أم كرهوا .. فلنختر السير على هديها طوعا لا كرها.. بإيمان و احتساب .. حتى نسعد دنيا و آخرة كما سعد كل أتباع الرسل عليهم السلام.. ونفوز بالجنة يوم لقاه..
׃" فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى و من اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى" سورة طه الآية 123و 124

و اعلموا أيها الأحبة ׃

إن جميع الخلق.. مهما أوتوا من علم و قوة لا يملكون لكم ضرا و لا نفعا إذا آمنتم بربكم حق الإيمان و نصرتم دينه واستجبتم لما انزل علينا في القرآن .. و تذكروا أن الله قد اهلك من قبل فرعون و هامان و جنودهما.. فهل تقبلون العيش جنودا للطواغيت و قوانينهم التي ما سنت إلا لإخضاعكم للطواغيت و سدنتهم من الكهنة و رجال الدين البائعين لآيات الله بثمن بخس و استغلالهم.. و نهب الثروات التي انعم الله بها عليكم و على بلادنا لتكونوا عبيدا له لا لغيره من الخلق.. .!? و تذكروا أيها الأحبة أنكم قد أعطيتم عهدكم و ميثاقكم الغليظ لله ربكم عندما تقفون بين يديه كل يوم معاهدين مرددين׃ " إياك نعبد و إياك نستعين"

يا أبناء تونس الخضراء:

شكلت بلادنا منارة للإسلام دين التوحيد و الخضوع لشرع الله العزيز... و قلعة حصينة لأمة الإسلام .. امة جميع الأنبياء عليهم السلام .. فلا تسمحوا لأنفسكم بالخضوع لحكم طواغيت ما انزل الله بها من سلطان أو نفوذ .. إني أعظكم أن تكونوا من " الجاهلين " أو" الظالمين " أو" الفاسقين عن شرع الله" ׃( ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون ) سورة المائدة الآية 44

يا شعبي الحبيب :

إني أهيب بكم جميعا أن لا تتخذوا من الطواغيت مهما كانت مسمياتهم أربابا لكم تتبعون قوانينهم الفاسقة عن شرع الله و تشريعاتهم الظالمة – التي ما حبروها إلا لخدمة مصالحهم ... إنها قوانين عمياء كعمى بصيرة الذين حبروها.. فاسقة عن قوانين الله و سننه في الأسرة و المجتمع و الحياة الحق الطيبة... و التي أهوت بكم في مكان سحيق من الظلم و الضياع و ضنك العيش .... فالله وحده مولاكم و رازقكم و العالم بحقيقة ما يناسب خلقتكم .. نعم المولى و نعم النصير.. و تذكروا أن الأرض أرضه وعد بتوريثها عباده الصالحين المتبعين لما انزل في القرآن العظيم..
إني ادعوك يا شعبي لنتكاتف جميعا و نوحد جهودنا و إرادتنا .. نساء و رجالا حكاما و محكومين لإقامة دولة التوحيد في تونس .. دولة أسها الإيمان و قانونها آيات القرآن العظيم .. و نجمع شتات امتنا الإسلامية في مشارق الأرض و مغاربها حتى نقوى بهم و يقووا بنا و نرفع الظلم عن أنفسنا و عن كل المستضعفين في الأرض و نوصل رحمة الله إلى جميع الخلق :" و إن هذه أمتكم امة واحدة و أنا ربكم فاتقون"سورة المؤمنون الآية 52.

أيها الأحبة:
اتخذ اليهود و النصارى من قبلنا نحن المسلمين : " أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم و ما أمروا إلا ليعبدوا الاها واحدا لا لاه إلا هو سبحانه عما يشركون "( سورة التوبة الآية31 ).. فلعنوا إلا أن يتوبوا... فإياكم و إتباع هؤلاء الدراويش "(جماعة إذاعة الزيتونة... قادة النهضة.. حزب التحرير..ايمة المساجد ... )ممن اتخذوا القرآن مهجورا و حرفوا معاني كلمات الله و اتبعوا أهواءهم في الإفتاء بغير ما انزل الله.. بحجج واهية و عمى في البصيرة يصور لهم أن الكلام يغني عن الفعل و الاستجابة لكل تعاليم الله في القرآن الكريم: "كبر مقتا عند أن تقولوا ما لا تفعلون"سورة الصف الآية 3."
لقد حرم الله الجنة على المشركين لأنهم نجس بإصرارهم على ما ألفوا عليه آباءهم من الأموات ( أحاديث بشرية مشكوك حتى في صحتها و قد نهى الرسول الكريم عن كتابة أقواله.. مذاهب فقهية ما انزل الله بها من سلطان .. ابن تيمية..ابن عاشور... ) فإياكم و الصلاة وراء هؤلاء الدراويش حتى يصلحوا من عقائدهم في ربوبية الله وحده دون شريك.. طهروا منهم مساجدكم .. و انتخبوا من بينكم
المتقين الموحدين لله رب العالمين .. ليكونوالكم ايمة و قادة ..
أيها الأحبة :

إن غياب دولة التوحيد في العالم .. شكل ضربة قاسمة لظهور المسلمين.. و فتت أراضيهم حتى صارت ثرواتهم التي حباهم الله بها فيئا منتهبا من قبل قوى الاستعمار و الاستكبار في الأرض وورثتهم من قوى الردة و العمالة .. مما هيا الأرضية الملائمة للمجرمين و الإرهابيين ..( ابن لادن و من سار على دربه..) لاستغلال فتياننا و زهراتنا في عمليات إجرامية ما انزل الله بها من سلطان !! فالله رب الناس جميعا لم يأذن لأوليائه بالقتال في سبيله إلا في إطار دولة التوحيد التي شكلها نبيه عليه السلام بعد جهد جهيد .. لنصرة المؤمنين في المدينة و رد عدوان الظالمين : " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و أن الله على نصرهم لقدير . الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ... و لينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز " سورة الحج الآية 39 و 40
ان القتال في سبيل الله هو خطاب موجه لمؤمنين موحدين .. اشترى الله منهم :" أنفسهم و أموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الإنجيل و القرآن "( سورة التوبة الاية 111).
انه خطاب لمؤمنين توحدوا بشرع الله و قوانينه و عاشوا في ملكه بالإسلام و للإسلام و لم تفرقهم الأهواء و المصالح الطائفية.. و الأرباب البشرية كما يحدث بالعراق و فلسطين...

أيها المسلمون في تونس الحبيبة:

ابدؤوا بأنفسكم فأصلحوها بشرع الله في القرآن الذي فصل الله فيه القول تفصيلا بينا في كل مناحي الحياة ... في الأسرة و المجتمع و القضاء و السياسة.. و لستم بحاجة إلى تفسير هؤلاء الدراويش المتاجرين بآيات الله البينات ... فهم عميان البصر و البصيرة .. . لا يسمعون الحق .. و لا يبصرون إلا أهواءهم .. و أصلحوا زوجاتكم و أبنائكم بالقرآن.. و شكلوا من أسركم خلايا حية نابضة في جسد امة الإسلام و دولة الإسلام ... و عيشوا رحمة الله التي ابتعث من اجلها نبيكم عليه السلام .. و اقتدوا بفعله لا بقوله في الاستمساك بالذي أوحي إليه من ربه ... و اعلموا أن الأمة التي شكلها في عصره عليه السلام :" لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسالون عما كانوا يعملون " سورة البقرة الاية 134. و اختاروا من أحيائكم و قراكم و مدنكم ... المتقين من إخوانكم لقيادتكم .. فكلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته .. و هيئوا أنفسكم لبعث دولة الإسلام في تونس الخضراء .. و قيادة العالم من جديد ..
أيها المسلمون في تونس و في العالم :

انصروا رسولكم محمد صلى الله عليه و سلم بإتباع القرآن الذي أوحى به إليه ربه و عجز الجن و الإنس على الإتيان بسورة من مثله و لا تكونوا من الذين تبرا منهم نبيكم :" و قال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " سورة الفرقان الاية 30 ... و لا تكونوا من أولئك العربان الأشد كفرا و نفاقا من المسيئين لنبيكم من أهل الكتاب .. بل ادعوهم إلى كلمة سواء بيننا و بينهم :" ألا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون " سورة آل عمران الآية 64 .
قولوا لهم ليس بيننا و بينكم " حوار الحضارات أو الأديان " كما يزعم المبطلون من الأعراب بل ربنا و ربكم واحد و شرعنا و شرعكم واحد و رسولنا و رسولكم إخوة في الله قد بلغوا جميعا كلمات الله و رسالته الواحدة و كانوا جميعا مسلمين : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين و لا
تتفرقوا فيه" سورة الشورى الآية 13 . تكتلوا اخوتي في الله حول كتاب مولاكم الحق لا الاه غيره و لا معبود سواه .. توحدوا جميعا لإقامة
" دولة التوحيد في العالم"


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
- mon blog : islam3000.blogspot.com
abourebii@yahoo.fr

vendredi 28 mars 2008

إذاعة الزيتونة تروج لفكر الدراويش و تبيع صكوك الغفران


أيها الأحبة:

إذاعة الزيتونة تروج لفكر الدراويش و تبيع صكوك الغفران

اتخذ اليهود و النصارى من قبلنا نحن المسلمين : " أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم و ما أمروا إلا ليعبدوا الاها واحدا لا لاه إلا هو سبحانه عما يشركون "( سورة التوبة الآية31 ).. فلعنوا إلا أن يتوبوا... فإياكم و اتباع هؤلاء الدراويش "(جماعة إذاعة الزيتونة... قادة النهضة.. حزب التحرير..ايمة المساجد ... )ممن اتخذوا القرآن مهجورا و حرفوا معاني كلمات الله و اتبعوا أهواءهم في الإفتاء بغير ما انزل الله.. بحجج واهية و عمى في البصيرة يصور لهم أن الكلام يغني عن الفعل و الاستجابة لكل تعاليم الله في القرآن الكريم: "كبر مقتا عند أن تقولوا ما لا تفعلون"سورة الصف الآية 3."
لقد حرم الله الجنة على المشركين لأنهم نجس بإصرارهم على ما ألفوا عليه آباءهم من الأموات ( أحاديث بشرية مشكوك حتى في صحتها و قد نهى الرسول الكريم عن كتابة أقواله.. مذاهب فقهية ما انزل الله بها من سلطان .. ابن تيمية..ابن عاشور... ) فإياكم و الصلاة وراء هؤلاء الدراويش حتى يصلحوا من عقائدهم في ربوبية الله وحده دون شريك.. طهروا منهم مساجدكم .. و انتخبوا من بينكم
المتقين الموحدين لله رب العالمين .. ليكونوا ايمة و قادة ..
أيها الأحبة :

إن غياب دولة التوحيد في العالم .. شكل ضربة قاسمة لظهور المسلمين.. و فتت أراضيهم حتى صارت ثرواتهم التي حباهم الله بها فيئا منتهبا من قبل قوى الاستعمار و الاستكبار في الأرض وورثتهم من قوى الردة و العمالة .. مما هيا الأرضية الملائمة للمجرمين و الإرهابيين ..( ابن لادن و من سار على دربه..) لاستغلال فتياننا و زهراتنا في عمليات إجرامية ما انزل الله بها من سلطان !! فالله رب الناس جميعا لم يأذن لأوليائه بالقتال في سبيله إلا في إطار دولة التوحيد التي شكلها نبيه عليه السلام بعد جهد جهيد .. لنصرة المؤمنين في المدينة و رد عدوان الظالمين : " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و أن الله على نصرهم لقدير. الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ... و لينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز " سورة الحج الآية 39 و 40
ان القتال في سبيل الله هو خطاب موجه لمؤمنين موحدين .. اشترى الله منهم :" أنفسهم و أموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الإنجيل و القرآن "( سورة التوبة الاية 111).
انه خطاب لمؤمنين توحدوا بشرع الله و قوانينه و عاشوا في ملكه بالإسلام و للإسلام و لم تفرقهم الأهواء و المصالح الطائفية.. و الأرباب البشرية كما يحدث بالعراق و فلسطين...

أيها المسلمون في تونس الحبيبة:

ابدؤوا بأنفسكم فأصلحوها بشرع الله في القرآن الذي فصل الله فيه القول تفصيلا بينا في كل مناحي الحياة ... في الأسرة و المجتمع و القضاء و السياسة .. و لستم بحاجة إلى تفسير هؤلاء الدراويش المتاجرين بآيات الله البينات ... فهم عميان البصر و البصيرة .. . لا يسمعون الحق .. و لا يبصرون إلا أهواءهم .. و أصلحوا زوجاتكم و أبنائكم بالقرآن .. و شكلوا من أسركم خلايا حية نابضة في جسد امة الإسلام و دولة الإسلام ... و عيشوا رحمة الله التي ابتعث من اجلها نبيكم عليه السلام .. و اقتدوا بفعله لا بقوله في الاستمساك بالذي أوحي إليه من ربه ... و اعلموا أن الأمة التي شكلها في عصره عليه السلام :" لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسالون عما كانوا يعملون " سورة البقرة الاية 134. و اختاروا من أحيائكم و قراكم و مدنكم ... المتقين من إخوانكم لقيادتكم .. فكلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته .. و هيئوا أنفسكم لبعث دولة الإسلام في تونس الخضراء .. و قيادة العالم من جديد ..
ايها المسلمون في تونس و في العالم :

انصروا رسولكم محمد صلى الله عليه و سلم بإتباع القرآن الذي أوحى به إليه ربه و عجز الجن و الإنس على الإتيان بسورة من مثله و لا تكونوا من الذين تبرا منهم نبيكم :" و قال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " سورة الفرقان الاية 30 ... و لا تكونوا من أولئك العربان الأشد كفرا و نفاقا من المسيئين لنبيكم من أهل الكتاب .. بل ادعوهم إلى كلمة سواء بيننا و بينهم :" ألا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون " سورة آل عمران الآية 64 .
قولوا لهم ليس بيننا و بينكم " حوار الحضارات أو الأديان " كما يزعم المبطلون من الأعراب بل ربنا و ربكم واحد و شرعنا و شرعكم واحد و رسولنا و رسولكم إخوة في الله قد بلغوا جميعا كلمات الله و رسالته الواحدة و كانوا جميعا مسلمين : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين و لا
تتفرقوا فيه" سورة الشورى الآية 13 . تكتلوا اخوتي في الله حول كتاب مولاكم الحق لا الاه غيره و لا معبود سواه .. توحدوا جميعا لإقامة
" دولة التوحيد في العالم"
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

mardi 25 mars 2008

بمناسبة الانتخابات الرئاسية و التشريعية في تونس


بمناسبة الانتخابات الرئاسية و التشريعية في تونس

2009

الشعب التونسي ينحاز إلى تطبيق سنن و قوانين القرآن

يا شعبي التونسي الحبيب ׃

لقد عشت بين أظهركم منذ أربعين سنة’ انعم بخيرات هذه البلاد المعطاء.. لذا أحببت أن أذكركم و اذكر كافة القوى الحية في تونس الخضراء بالله ربنا جميعا و رب العالمين.. مالك الملك و رازق الخلق بغير حساب ... و أن نعبده وحده دون شريك .. و أن نفرده بالطاعة و الخضوع لما أنزل علينا في القرآن .. و نجعل من جميع آياته البينات دستورا لحياتنا و قوانين تنتظم به علاقات بعضنا ببعض ׃ أفرادا و جماعات .. نساء ورجالا..حكاما و محكومين..

يا أحفاد طارق ׃

إن القوانين التي استنوها لكم منذ استقلال تونس و تخضعون لها اليوم في حياتكم.. قد استنها عباد أمثالكم عاجزين بطبعهم عن تقييم أي سلوك أو مدى نفعه أو ضره لكم.. و قد حولت هذه القوانين حياتكم إلى جحيم لا يطاق ..و ضنك في العيش لا يدانى ..لأنها قوانين تتعارض و الفطرة التي خلفكم ربكم عليها( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله). فأفقدت رجالكم رجولتهم و نساءكم أنوثتهن..فاستشرى العجز الجنسي و مرض السكري و ضغط الدم و شتى الأمراض المزمنة و البطالة المهلكة و الانحراف المهين لكرامتكم .. و ضاع أبناؤنا في متاهات الطريق..! (أربعون في المائة من التونسيين يعانون عجزا جنسيا متفاوتا .. و أن الأمراض المزمنة تتزايد في تونس من عام إلى آخر حسب ما جاء في جريدة القدس العربي ليوم 28فيفري )2008

تذكروا أيها الأحبة ׃

إن قوانين الله و سننه نافذة على جميع خلقه طوعا و كرها .. فلنختر السير على هديها طوعا لا كرها.. بإيمان و احتساب .. حتى نسعد دنيا و اخرة

كما سعد كل أتباع الرسل عليهم السلام ׃" فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى و من اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى" سورة طه الآية 123و 124

و اعلموا أيها الأحبة ׃

إن جميع الخلق .. مهما أوتوا من علم و قوة لا يملكون لكم ضرا و لا نفعا إذا آمنتم بربكم حق الإيمان و نصرتم دينه واستجبتم لما انزل علينا في القرآن .. و تذكروا أن الله قد اهلك من قبل فرعون و هامان و جنودهما.. فهل تقبلون العيش جنودا للطواغيت و قوانينهم التي ما سنت إلا لإخضاعكم للطواغيت و سدنتهم من الكهنة و رجال الدين البائعين لآيات الله بثمن بخس و استغلالهم .. و نهب الثروات التي انعم الله بها عليكم و على بلادنا لتكونوا عبيدا له لا لغيره من الخلق.. .! و تذكروا أيها الأحبة إنكم قد أعطيتم عهدكم و ميثاقكم الغليظ لله ربكم عندما تقفون بين يديه كل يوم معاهدين مرددين׃ " إياك نعبد و إياك نستعين"

يا أبناء تونس الخضراء:

تشكل بلادنا منارة للإسلام دين التوحيد و الخضوع لشرع الله العزيز... و قلعة حصينة لأمة الإسلام .. امة جميع الاتبياء عليهم السلام .. فلا تسمحوا لأنفسكم بالخضوع لحكم طواغيت ما انزل الله بها من سلطان أو نفوذ .. إني أعظكم أن تكونوا من " الجاهلين " أو" الظالمين " أو" الفاسقين عن شرع الله" ׃( ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون ) سورة المائدة الآية 44

يا شعبي الحبيب :

إني أهيب بكم جميعا أن لا تتخذوا من الطواغيت مهما كانت مسمياتهم أربابا لكم تتبعون قوانينهم الفاسقة عن شرع الله و تشريعاتهم الظالمة – التي ما حبروها إلا لخدمة مصالحهم ... إنها قوانين عمياء كعمى بصيرة الذين حبروها.. فاسقة عن قوانين الله و سننه في الأسرة و المجتمع و الحياة الحق الطيبة... و التي أهوت بكم في مكان سحيق من الظلم و الضياع و ضنك العيش .... فالله وحده مولاكم و رازقكم و العالم بحقيقة ما يناسب خلقتكم .. نعم المولى و نعم النصير.. و تذكروا أن الأرض أرضه وعد بتوريثها عباده الصالحين المتبعين لما انزل في القرآن العظيم..

إني ادعوك يا شعبي لنتكاتف جميعا و نوحد جهودنا و إرادتنا .. نساء و رجالا حكاما و محكومين لإقامة دولة التوحيد في تونس .. دولة أسها الإيمان و قانونها آيات القرآن العظيم .. و نجمع شتات امتنا الإسلامية في مشارق الأرض و مغاربها حتى نقوى بهم و يقووا بنا و نرفع الظلم عن أنفسنا و عن كل المستضعفين في الأرض و نوصل رحمة الله الى جميع الخلق :" و إن هذه أمتكم امة واحدة و أنا ربكم فاتقون"سورة المؤمنون الآية 52.

والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

samedi 22 mars 2008

تونس تسعى حكومة و شعبا لاقامة دولة التوحيد في العالم





  1. Mohamedsalembenamor21@yahoo.fr

    ايها الناس في الشرق و في الغرب

    اعبدوا ربكم الذي خلكم و الذين من قبلكم...خالق كل شيء في الوجود.. و لا تتخذوا بعضكم بعضا اربابا من دون الله تتبعونهم من دوت الله و تقدسون القوانين و الدساتير التي تمليها عليهم مصالحهم و اهواءهم ليقتسموا بها الثروات و الخيرات التي انعم الله بها عليكم.. حتى صار لكل بلد دستوره و قوانينه التي يتبعها معرضا عن شريعة الله و سننه في القران الذي جاء مصدقا لكل الكتب الالاهية التي سبقته ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك و ما وصينا به ابراهيم و موسى و عيسى ان اقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه)- سورة الشورى الاية13-
    ايها الناس في الشرق و في الغرب

    لا تتركوا هؤلاء الذين يتاجرون بايات الله يضحكون على ذقونكم .. ويشرعون لكم القوانين باسم الاجتهاد و مواكبة العصر.. فالذي شرعه لكم ربكم منذ خلق ادم هو الشرع الحق الذي يناسب فطرتكم التي خلقكم ربكم عليها ... و سيحاسبكم طبقا لتلك المعايير/الايات يوم تقفون بين يديه للحساب ..ان قوانين الله و سننه نافذة علينا جميعا في الدنيا و الاخرة.. و انظروا الى عذابات الخلق في الحياة لانهم لا يلتزمون بقوانين الله التي شرعها لهم منذ الازل..عذابات الفلسطيين..عذابات اليهود..عذابات المسلمين في العالم ... عذابات نفسية و بدنية تتناسب و الانحراف عن شرع الله و التنكب عن قوانينه في الكون و الانسان و الحياة...

    ايها المستضعفون في الشرق و الغرب

    اصطفوا جميعا وراء القران/كتاب ربكم الحق و اكفروا بطواغيت الارض جميعا .. فهؤلاء الجهلة لا يملكون لكم ضرا و نفعا و لا لانفسهم .. انهم يستغلون جهلكم بشرع ربكم ليسخروكم لمصلحتهم و مصلحة المتاجرين بايات الله...و تكاتفوا لاقامة دولة التوحيد في العالم .. دولة الرب الحقيقي .. حتى نسعد جميعا برحمة الله.. دنيا و اخرة ...
    اخوكم في الله*محمد بن عمر*
    كاتب مسلم
    Mohamedsalembenamor21@yahoo.fr

ايها المستضعفون في الشرق و الغرب


ايها الناس في الشرق و في الغرب

اعبدوا ربكم الذي خلكم و الذين من قبلكم ... خالق كل شيء في الوجود.. و لا تتخذوا بعضكم بعضا اربابا من دون الله تتبعونهم من دوت الله و تقدسون القوانين و الدساتير التي تمليها عليهم مصالحهم و اهواءهم ليقتسموا بها الثروات و الخيرات التي انعم الله بها عليكم .. حتى صار لكل بلد دستوره و قوانينه التي يتبعها معرضا عن شريعة الله و سننه في القران الذي جاء مصدقا لكل الكتب الالاهية التي سبقته ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك و ما وصينا به ابراهيم و موسى و عيسى ان اقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه)- سورة الشورى الاية13-
ايها الناس في الشرق و في الغرب

لا تتركوا هؤلاء الذين يتاجرون بايات الله يضحكون على ذقونكم .. ويشرعون لكم القوانين باسم الاجتهاد و مواكبة العصر.. فالذي شرعه لكم ربكم منذ خلق ادم هو الشرع الحق الذي يناسب فطرتكم التي خلقكم ربكم عليها ... و سيحاسبكم طبقا لتلك المعايير/الايات يوم تقفون بين يديه للحساب ..ان قوانين الله و سننه نافذة علينا جميعا في الدنيا و الاخرة .. و انظروا الى عذابات الخلق في الحياة لانهم لا يلتزمون بقوانين الله التي شرعها لهم منذ الازل..عذابات الفلسطيين..عذابات اليهود..عذابات المسلمين في العالم ... عذابات نفسية و بدنية تتناسب و الانحراف

عن شرع الله و التنكب عن قوانينه في الكون و الانسان و الحياة



  1. ايها المستضعفون في الشرق و الغرب

    اصطفوا جميعا وراء القران/كتاب ربكم الحق و اكفروا بطواغيت الارض جميعا .. فهؤلاء الجهلة لا يملكون لكم ضرا و نفعا و لا لانفسهم .. انهم يستغلون جهلكم بشرع ربكم ليسخروكم لمصلحتهم و مصلحة المتاجرين بايات الله...و تكاتفوا لاقامة دولة التوحيد في العالم .. دولة الرب الحقيقي .. حتى نسعد جميعا برحمة الله.. دنيا و اخرة ...
    اخوكم في الله*محمد بن عمر
    Mohamedsalembenamor21@yahoo.fr

lundi 17 mars 2008

نداء إلى خطباء المساجد



قد بوأكم الله –أيها السادة- مكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقد علمتم أن الله قد فرض على المسلمين صلاة الجمعة بعد هجرة الرسول عليه السلام ومن آمن معه إلى المدينة وإقامة دولة الإسلام هناك، دولة أسها مؤمنون صادقون باعوا أنفسهم وأموالهم لله رب العالمين ودستورها ما تنزّل على النبي الكريم من سور قرآنية مدنية فصّل الله فيها القول تفصيلا في كل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية... فلماذا تسمحون لأنفسكم أيها الخطباء بالافتراء على الله ورسوله وتعتلون منابر في ظل أنظمة حكم كافرة لا تحكم بما أنزل الله، ظالمة لشعوبها، فاسقة عن كل القيم والمبادئ الإسلامية... أتبتغون عند هؤلاء المجرمين العزّة فإن العزّة لله جميعا، تدعون لهم بالنصر، ولن ينصر الله أقواما فرقوا دينهم وكانوا شيعا، فلستم منهم وليسوا منكم، بل هم قوم عادون. كتب الله عليهم الخزي دنيا وآخرة ولن ينجيكم الله من مصيرهم المظلم إلا بالتبرؤ منهم، فالله قد أهلك من قبلكم فرعون وجنده، وأنتم قد أصبحتم جنودا من جنود فراعنة العصر الحديث تخضعون لوزارات الداخلية في حكوماتهم وتقبضون مرتباتكم منهم، مرتبات زهيدة مقابل بيعكم لآيات الله التي تلعنكم وتلعن سادتكم ليلا نهارا... فأف لكم وأفّ للمبررات الكاذبة التي ستقفون بها أمام الله يوم يقوم الناس لرب العالمين.
اعلموا أيها "الخطباء" أن هؤلاء الفراعنة يسخرون منكم في سرهم عند حضورهم مناسباتكم الدينية لأنهم يعلمون يقينا أنكم لن تتفوّهوا إلا بما يرضيهم ويرضي استكبارهم في الأرض بغير الحق، وما أنتم إلا خاتما في إصبعهم، وأنكم لأهوائكم متبعون، وبمشائخ أموات مقتدون، وأنكم وإياهم عن الصراط لناكبون، وأنكم وإياهم أموات غير أحياء وما تشعرون، وأنكم قد حولتم أمتنا الإسلامية إلى جثث هامدة لذلك تداعت علينا الأمم من كل حدب وصوب لو تشعرون، لذا فإننا نتبرّأ منكم وسنبقى نكن لكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وتوحدوه بصدق وتعلنوا سرّا وجهرا كفركم بهؤلاء الفراعنة، واعلموا أننا لن نصلي وراءكم حتى تثوبوا إلى رشدكم.
"وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون، أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم به يوقنون" (المائدة/49-).
صدق الله العظيم

الماء في رحاب القرآن


تمهيد
تتميز نظرة الإسلام بالواقعية والعمق والشمولية، أمّا النظرة الواقعية فتتمثل في احتلال الماء أهمية كبرى في نصوص القرآن الكريم باعتباره أصل الحياة ونعمة النعم التي منّ الله بها على بني آدم. وأمّا عمق هذه النظرة فتبرز خاصة في البرهنة بحجج دامغة وملموسة على أنّ الماء آية من آيات الله الدّالة على وحدانيته سبحانه وتعالى وعظيم قدرته على البعث والنشور وإحياء الموتى...
وأما الشمولية فتتجسد أساسا في إحاطة الإسلام بكل منافع الماء وأدواره في هذه الدنيا وكذلك في الآخرة.

الماء واصل الحياة
أ‌- الماء أصل الحياة
إنّ كون الماء يمثّل سرّ الحياة النضيرة الزاهية المخضرّة حقيقة كونية ووجوديّة لم يغفل عنها الإنسان في أيّ زمان وفي أي مكان، لذلك نجد القرآن الكريم يثبت هذه الحقيقة بكل وضوح ودقّة: يقول عزّ وجلّ في سورة الأنبياء " أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرٍض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون" (أنبياء/30).
والمعنى: أو لم يعلم الكفار بالله والمشركون الذين أشركوا مع الله إلها آخر أنّ السماوات والأرض كانتا ملتصقتين شيئا واحدا، ففصلناهما وميزناهما عن بعضهما بكتلة الهواء، وخلقنا من الماء كلّ شيء: من حيوان ونبات وغيرهما أفلا يصدقون بقدرتي وتوحيدي؟
ب‌- الماء أصل خلق الإنسان
إذا تأمّل الإنسان ونظر نظرة مستنيرة من أي شيء خلقه ربّه، فسيجد أنّه خلق من ماء (مني) مصبوب في الرّحم، ويخرج هذا الماء من بين ظهر الرجل وعظام صدر المرأة يقول عزّ وجلّ: " فلينظر الإنسان ممّ خلق، خلق من ماء دافق يخرج من بين الصّلب والترائب". (الطارق/5-7)
ويقول عزّ وجلّ: " ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون". (المرسلات/20-23)
"وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربّك قديرا". (الفرقان/54)


أ‌- الماء أصل خلق الدّواب
إن كون كل من هبّ ودبّ على وجه الأرض قد خلق من ماء قانون إلهي ينطبق على كل المخلوقات بدون استثناء. يقول عزّ وجلّ: "والله خلق كلّ دابّة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إنّ الله على كلّ شيء قدير" (النور/45)
نتيجة أولى: الماء دليل على وحدانية الخالق
إنّ وحدة العنصر الذي يرجع إليه أصل الحياة (وهو الماء) يبرهن بقوّة وبحجج دامغة على وحدانية الخالق وتفرّده بالخلق دون سواه، لأن إتباع نسق واحد في خلق السماوات والأرض وهندستها ورجوع أصل الحياة على اختلافها إلى شيء واحد ونظام واحد برهان قويّ وحجة ما بعدها حجّة على وحدانية الخالق وهو ليس كمثله شيء. فالله واحد في ذاته، لا شريك له، لم يلد ولم يولد من أحد، لأنّه قديم أزلي غير محدث فالله تبارك وتعالى هو خالق الكون وما فيه، وأنّه تعالى وحده المتصرّف فيه، وأن الجميع يخضع لإرادته ومشيئته، إن وحدة الموجد لهذا الكون، ووحدة الموجودات في السماوات أأأاوالأرضين ووحدة البشرية جميعا ووحدة القوانين التي تسير بمقتضاها الكائنات تنفي عبثية الكون وتدلّ على قدرة الله وترشد العباد إلى عظيم حكمة الله وتجنبهم الشّرك والكفر والضلال. إذ لو كان في السماوات والأرض آلهة أخرى غير الله لخربتا واختل نظام الكون وتضاربت نواميسه لاستبداد كل إله بتصرّف معيّن، فيقع التنازع والاختلاف. وبهذا يكون الماء آية تدلّ على أن الله واحد أحد لكونه أصل فريد لكلّ الكائنات الحيّة يقول سبحانه وتعالى في سورة الواقعة: " أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون" (الواقعة/68-70)، أي أخبروني أيّها الناس عن الماء الذي تشربون منه لإرواء العطش، أأنتم أنزلتموه من السحب أم نحن المنزلون له بإرادتنا وقدرتنا دون غيرنا؟
وبعد ما يثبت لنا القرآن العظيم وحدانية الخالق عزّ وجلّ وتنزهه عن الشريك في خلق السماوات والأرض والنّاس والدّواب والنبات، وتفرّده في تدبير الكون... يقدّم لنا الإسلام براهين ملموسة ومشاهدة على إمكانية البعث وإحياء الموتى يوم يقوم الناس لربّ العالمين.

الماء وقضية البعث
أ‌- بداية خلق الإنسان من تراب
تجمع عديد الآيات القرآنية على أن الله تجلت قدرته خلق الناس في الأصل من تراب بخلق أبيهم آدم عليه السّلام، ثم خلقهم من نطفة... يقول عزّ وجلّ: "ومن آياته أن خلقكم من تراب ثمّ إذا انتم بشر تنتشرون" (الرّوم/20). ويقول أيضا: "الذي أحسن كلّ شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين، ثمّ جعل نسله من سلالة من ماء مهين، ثمّ سوّاه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون" (السجدة/ 7-9).
ونجد أيضا هذه الآية: "هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفـّى من قبل ولتبلغوا أجلا غير مسمّى ولعلكم تعقلون" (غافر/67).

ب‌- إحياء الأرض الميتة بالماء
تلفت عديد الآيات القرآنية انتباه الإنسان إلى التحوّل الذي يطرأ على الأرض الميّتة بعد نزول المطر عليها. فهي تكون هامدة بين الحياة والموت فإذا نزل عليها الماء اهتزت وربت، وهي حركة عجيبة سجلها القرآن قبل أن تسجّلها الملاحظة العلمية بمئات السنين، فالتربة الجافة ينزل عليها الماء فتتحرّك حركة اهتزاز وهي تشرب وتنتفخ فتربو وتنبت من كلّ صنف نباتي نضير، يقول عزّ وجلّ: "ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إنّ في ذلك لآيات لقوم يعقلون" (الروم/24). "أولم يروا أنّا نسوق الماء إلى الأرض الجُرُز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون" (السجدة/27) ويقول أيضا: " وهو الذي أرسل الريح بُشرا بين يدي رحمته، وأنزلنا من السماء ماء طهورا، لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسيّ كثيرا" (الفرقان/48-49).
نتيجة ثانية: الماء برهان على يوم البعث لأن إحياء الأرض الميّتة في الدنيا يضاهي إحياء الموتى يوم القيامة.
إذا كان الإنسان يشترك مع الأرض في الأصل الواحد وهو التراب فإنّ إحياء الأرض بعد موتها برهان على استطاعة الله إحياء الموتى يوم القيامة فإذا كان الله بقدرته يحيي الأرض الميتة بقطرات من الماء فهل يعقل أن يعجز عن إحياء الإنسان بعد موته وهو الذي بدأ الله خلقه من تراب..؟؟! فالذي أحيا الأرض قادر ولا شكّ على إحياء الموتى بعد فنائهم وهو قادر على كلّ شيء فالماء كما برهن يقينيا على وحدانية الله فهو يبرهن بالملموس ويقرّب إلى الأذهان كيفيّة البعث والنشور. فكون أصل الإنسان من تراب فإحياء الأرض بعد موتها يتفق مع إمكانية إحياء الإنسان بعد الموت، وفيما يلي بعض الآيات التي تشرح هذه المعاني وتربط بين كيفية إحياء الأرض بالماء وكيفية إحيائه الموتى يوم القيامة، يقول عزّ وجلّ: "يا أيّها النّاس إن كنتم في ريب من البعث فإنّا خلقناكم من تراب ثمّ من نطفة ثمّ من علقة ثمّ من مضغة مخلّقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقرّ في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمّى ثم نخرجكم طفلا ثمّ لتبلغوا أشدّكم ومنكم من يتوفـّى ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، ذلك بانّ الله هو الحق وأنّه يحيي الموتى وإنّه على كل شيء قدير" (الحج/5-6)
"والذي نزّل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون" (الزخرف/11)
"ومن آياته أنّك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنّه على كلّ شيء قدير" (فصلت/39)
"والله الذي أرسل الرّياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميّت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النّشوز" (فاطر/9)
فهذه الآيات تجمع على أن الله الذي أرسل الرّياح مبشرات بهطول الأمطار، فتحرّك سحابا وتدفعه إلى جهة ما فيسوق الله هذا السحاب المحمّل بالغيث إلى بلد مجدب قاحل غير منبت فيحيي بالمطر الأرض بإنبات النبات بعد يبسها وجدبها. وبمثل ذلك الإحياء يحيي الله العباد بعد الموت ، فهو "يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون" (الرّوم/19).
ولعلّ ما يبعث به نزول الغيث من أمل وبشرى في نفوس الناس بعد اليأس والقنوط عمليّة تقرّب من الأذهان كيفية الحياة بعد الموت أيضا لأنّ اليأس نوع من الموت، يقول عزّ وجلّ: "وهو الذي ينزّل الغيث من بعدما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد" (الشورى/28). فالله هو الذي ينزل المطر لإغاثة الناس بعد يأسهم من نزوله وتعمّ رحمته كلّ شيء، وتنشر منافع الغيث في كل مكان، وهو الذي يتولى الصّالحين من عباده بالإحسان المحمود على كلّ حال، المستحق للحمد والشّكر على نعمه الكثيرة فالمطر دائما يحمل البشرى بالخير والخصب، يقول الحق تبارك وتعالى: "الله الذي يرسل الرّياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من حلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون، وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين. فانظر إلى أثر رحمة ربّك كيف يحيي الأرض بعد موتها إنّ ذلك لمحيي الموتى وهو على كلّ شيء قدير" (الروم/48-50)

الماء أصل كلّ الخيرات في الدّنيا والآخرة
· في الدنيا
أ‌- طعام الإنسان أصله ماء
إذا ما نظر الإنسان نظرة تأمّل وتفكّر كيف أوجد الله له مطعومه الذي هو سبب حياته فسيجد أنّ الله أنزل المطر إنزالا سخيا كثيرا، ثمّ شقّ الأرض حبّا كالحنطة والشعير، وأعناب وكلّ ما يقطع أخضر طريّا وأشجار زيتون ونخيل وبساتين كثيرة الأشجار. وفاكهة مختلفة الألوان والأنواع وعشبا للدواب، خلقها الله منفعة للبشر ولجميع حيواناتهم يقول عزّ وجلّ: "فلينظر الإنسان إلى طعامه إنّا صببنا الماء صبّا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبّا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبًّا متاع لكم ولأنعامكم" (عبس/24-32). كما جاء قوله تعالى: "وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا لنخرج به حبّا ونباتا وجنات ألفافا" (النبأ/14-16).
فكل ما يمثل قوتا للعباد من بساتين مشجرة كثيرة، وزروع مختلفة ذات حبوب كالبر والشعير والنّخيل المتميّز بأشجار طوال عالية لها ثم منضد: كل هذه الخيرات أصلها المطر رمز الخير والبركة والمنفعة يقول عزّ وجلّ: "ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحَبَّ الحصيد، والنخل باسقات لها طلح نضيد رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج" (ق/9-11).
إنّ الرّبيع يبعث مع جريان الجداول، فتعمر المنتزهات الزاهية وتزدهي الطبيعة بكساء مزركش أخاذ، ويعبق الفضاء بنسيم نقي عاطر وترفرف البلابل والفرشات فتلقاها تجيء وتروح وتحوم وترقص... ويهنأ الناس باشهى الثمار وأجمل الورود والياسمين. وكل هذه الخيرات التي ينعم بها البشر تسقى بماء واحد كما الرّب واحد. لكن لا يجب أن يغترّ المرء بهذه الخضرة والتنوّع لأنّ كلّ ذلك سييبس ويجف فتراه مصفرّا بعد خضرته، ثمّ يتفتّت ويتكسّر يقول الله في ذلك: "ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثمّ يهيج فتراه مصفرّا ثمّ يجعله حطاما إنّ في ذلك لذكرى لأولي الألباب" (الزمر/21).
وهذه القوانين تنسحب على كل المخلوقات الكونية حتى يعلم الإنسان أن عبادة الله هي الغاية القصوى من خلقه فيسعى تبعا لذلك في هذه الحياة الدنيا مستفيدا مما سخره الله من الكائنات والخيرات كوسيلة لحفظ البدن الذاكر الشاكر المتفكّر...

ب‌- استخراج الزينة والحلي من البحر
يعتمد الإنسان في معاشه على ما يستخرجه من البحر أيضا كالسمك واللؤلؤ والمرجان، كما يستعمل السفن عابرات شاقات الماء يجربها فيه طلبا لرزق الله وفضله بالتجارة يقول عزّ وجلّ: "وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريّا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون".(فاطر/12)

ج‌- الماء فيه شفاء من بعض الأسقام
فقد ذكر الله سبحانه وتعالى أنّ النبي الصّابر أيّوب بن أموص بن أروم حين دعا ربّه متضرّعا بأنه أصيب بضرّ ومشقّة وألم أي مرض قال له الله: اضرب برجلك الأرض يخرج ينبوع من الماء البارد، كما أمر موسى بضرب الحجر، فضرب، فنبعت عين جارية، قيل له هذا ماء بارد مغتسل تغتسل به، وشراب تشرب منه، ففعل فبرئ مما أصابه، يقول الله تعالى في ذلك: "واذكر عبدنا أيّوب إذ نادى ربّه إنّي مسّني الشيطان بنصب وعذاب، اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب" (ص/41-42).

د- الماء إحدى المعجزات وحجة على الكفار
فقد أوحى الله إلى موسى عليه السلام حين طلب قومه السقيا، لما أصابهم من العطش في صحراء التيه، أن اضرب بعصاك الحجر، فانفجرت منه أثنتا عشرة عينا بعدد الأسباط، فقد علم كل سبط منهم مكان شربهم، قال تعالى: "وأوحينا إلى موسى إذا استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه أثنتا عشر عينا قد علم كل أناس مشربهم" (الأعراف/160). وكان الماء من أبلغ الحجج التي قدّمها النبي نوح عليه السلام لقومه لكي يؤمنوا بالله ويوحدوه، قال عزّ وجلّ على لسان نوح: " فقلت استغفروا ربّكم أنّه كان غفّارا يرسل السّماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم أنهارا" (نوح/10-12). وكذلك ذكّر كل من هود وصالح عليهما السلام قومهم بنعمة الماء يقول عزّ وجلّ: "كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون... فاتقوا الله وأطيعون واتقوا الذي أمدّكم بما تعلمون أمدّكم بأنعام وبنين وجنات وعيون" (الشعراء/123-134).
وقال صالح عليه السلام لقومه ثمود: "إنّي لكم رسول أمين فاتّقوا الله وأطيعون... أتتركون في ما هاهنا آمنين في جنات وعيون" (الشعراء/143-147). كما كان الماء سببا في إنقاذ المؤمنين بنوح عليه السلام من الطّوفان في السّفينة التي تجري فوق الماء، وهي سفينة نوح يقول عزّ وجلّ: "..إنّا لما طغا الماء حملناكم في الجارية" (الحاقة/11). وجعل الله اليم منقذ لموسى من الموت المحتم على يد فرعون عليه لعنة الله. يقصّ القرآن ذلك فيقول: " وأوحينا إلى أمّ موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليمّ ولا تخافي ولا تحزني إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين" (القصص/7).
ولمّا عرض زعماء قريش كأبي سفيان والنضر بن الحارث على النبي صلى الله عليه وسلم الملك والجاه والشرف ليكفّ عن دعوته فأبى ذلك... فسانده الله على موقفه مبينا له أنّه لو شاء لجعل له خيرا ممّا اقترحوه، وهو بساتين تجري من تحت غرفها الأنهار ممّا يبرهن على أن الماء يحتل عند الله أعلى الدرجات من بين جميع الخيرات، يقول عزّ وجلا في ذلك: " تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنّات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا" (الفرقان/10)

· في الآخرة
أ‌- الماء مكوّن من مكوّنات الجنّة
هذه بعض العينات للأهمية البالغة التي يحتلها الماء في حياة البشر من وجهة نظر إسلامية حاولنا أن تكون مدعّمة بآيات من القرآن الكريم، وهذه الأهمية التي يحتلها الماء في هذه الدّنيا ستزداد أهميتها يوم القيامة بالنسبة للمؤمنين الذين فازوا برضوان الله عزّ وجلّ وفيما يلي بعض الآيات القرآنية التي تصوّر لنا النعيم الذي سيمتع به الأبرار في الجنّة والذي سيكون الماء ركيزة من ركائزه يقول عزّ وجلّ: " إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير" (البروج/11).
"إن الأبرار لفي نعيم، على الأرائك ينظرون، تعرف في وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه من مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم، عينا يشرب بها المقرّبون" (المطففين/22-28). "إنّ المتقين في ظلال وعيون وفواكه ممّا يشتهون، كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون، إنّا كذلك نجزي المحسنين" (المرسلات/41-44). "إنّ الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا" (الإنسان/ 5-6).
"إنّ المتقين في مقام أمين في جنّات وعيون" (الدّخان/51-52). " لكن الذين اتّقوا ربّهم لهم غرف من فوقها غرف مبنيّة تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد" (الزمر/20).
"هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب، جنّات عدن مفتّحة لهم الأبواب متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب" (ص/49-51).
"إلا عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرّمون، في جنّات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذّة للشاربين لا فيها غَوْل ولا هم عنها ينزفون" (الصافات/40-48).
فالمؤمن كما هو في الدّنيا خيّر نافع مثمر، فإنّ جزاءه يوم القيامة يكون الإقامة الدّائمة في بساتين مختلفة، وأنهار متنوّعة، وفي مكان لا لغو فيه ولا تأثيم، عند ملك قادر لا يعجزه شيء، يقول عزّ وجلّ: "إنّ المتّقين في جنّات ونَهَر في مقعد صدق عند مليك مقتدر" (القمر/54-55).


الماء وسيلة يعاقب الله بها الكفار
· في الآخرة
إنّ آية الماء التي تبرهن على وحدانية الله وعظمته وتقرّب إلى الأذهان كيفية البعث والنشوز وكانت أصلا لخيري الدّنيا والآخرة بما تبعثه من خيرات في كافة مرافق الحياة، شاءت حكمة الله أن يكون الماء أيضا أداة فعّالة في عقاب الكفار في الدّنيا ومجازاتهم يوم البعث، فعلى عكس الجنّة التي وعد الله بها المتّقين، فيها أنهار جارية من ماء غير متغيّر الرّائحة والطّعم، وأنهار من حليب لم يتغيّر طعمه أيضا وأنهار من خمر لذة للشاربين، غير مؤذية ولا كريهة الطعم كخمر الدّنيا، وأنهار من عسل مصفـّى من الشّوائب على عكس مصير هؤلاء المتّقين سيكون مصير الكفار الخلود في النّار وسيسقون ماء حارّا شديد الغليان، فيقطع أمعاءهم، لشدّة حرارته، يقول عزّ وجلّ: "لم يتغيّر طعمه وانهار من خمر لذّة للشاربين وأنهار من عسل مصفّى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربّهم كمن هو خالد في النّار وسقوا ماء حميما فقطّع أمعائهم" (محمد/15).

· في الدنيا
إنّ هذه الحال التي سيكون عليها الكفّار يوم القيامة هناك صورة مصغّرة لها في هذه الدّنيا وفيما يلي بعض الأمثلة:
- غرق قوم نوح: كذبوا نبي الله نوحا عليه السلام وقالوا عنه مجنون وزجروه بشدّة فازدجر وكفّ عن دعوى الرّسالة فدعا ربّه بأنّه مغلوب على أمره ففتح الله أبواب السّماء بمطر غزير منصب بشدّة وتتابع وشقّ عيون الأرض بالمياه، فالتقى ماء السماء وماء الأرض على أمر قضى به في الأزل وقدره الله وهو الطوفان على "أمر" وهو إغراقهم... يقول عزّ وجلّ: "كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر فدعا ربّه إنّي مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السّماء بماء منهمر وفجّرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر" (القمر/9-12)، "قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكوننّ من المرجومين، قال ربّي إنّ قومي كذبون، فافتح بيني وبينهم فتحا ونجّني ومن معي من المؤمنين، فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون، ثم أغرقنا بعدُ الباقين، إنّ في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين" (الشعراء/116-121).
ويقول تعالى: " وقوم نوح لمّا كذبوا الرّسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية واعتدنا للظالمين عذابا أليما" (الفرقان/37).
فالله لما استنجد به نوح عليه السلام أوحى إليه أن اصنع السفينة بحفظه وعنايته وإرشاده وتعليمه إيّاه وأمره بأن يحمل في السّفينة من كلّ أنواع الحيوان صنفين: ذكر وأنثى، ليستمرّ توالد الحيوان وتبقى الحياة في الأرض ثمّ كتب على الذين ظلموا الغرق والموت.
- غرق فرعون وجنده وترك العيون والجنان: يقول عزّ وجلّ: "فدعا ربّه أنّ هؤلاء قوم مجرمون فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون واترك البحر رهوا إنّهم جند مغرقون، كم تركوا من جنّات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين" (الدخان/22-28)
وقال الله تعالى في سورة الذاريات: "وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون، فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ وهو مُليم" (الذاريات/38-40)
ويقول عز جلّ مبينا أن الإغراق كان سبب الإفراط في العصيان والفساد وإغضاب الله: "فاستخفّ قومه فأطاعوه أنّهم كانوا قوما فاسقين فلمّا آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين" (الزخرف/54-55).
فعاقبة الظلم والكفر تكون دائما وخيمة بمقتضى النواميس الإلهية : "فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ فانظر كيف كان عاقبة الظالمين". (القصص/40).
الفهرس
تمهيد

الماء وأصل الحياة
أ‌- الماء أصل الحياة
ب‌- الماء أصل خلق الإنسان
ت‌- الماء أصل خلق الدواب
نتيجة أولى: الماء دليل على وحدانية الخالق (لأن وحدة أصل الأشياء يبرهن على وحدة خالقها).

الماء وقضية البعث
أ‌- بداية خلق الإنسان من تراب
ب‌- إحياء الأرض الميتة بالماء
نتيجة ثانية: الماء برهان على يوم البعث (لأن إحياء الأرض الميتة يضاهي إحياء الموتى يوم القيامة)

الماء اصل كل الخيرات في الدنيا والاخرة
· في الدنيا
أ- طعام الإنسان أصله من ماء
ب‌- استخرا الزينة والحلي من البحر
ج- الماء إحدى المعجزات وحجة على الكفار
د- الماء فيه شفاء من بعض الأسقام
· في الآخرة
أ‌- الماء مكوّن من مكونات الجنة

الماء وسيلة يعاقب الله بها الكفار
· في الآخرة
· في الدنيا

الخلاصة




نداء إلى المرأة المسلمة في تونس وفي العالم

لقد خلقك ربك وسواك في أحسن الصور وأبهاها وأجمل قوام وأروعه، وجعل سكينة الرجل وسعادته لاتتم إلا بالتوحد بك ومعك جنسيا وعاطفيا وفكريا لذلك فالرجل يطلبك ولا تطلبينه وينفق عليك كل غال ونفيس طلبا لرضاك لأن في رضاك سعادته وهناءه دنيا وآخرة.
أما الحركات الإسلامية والأحزاب السياسية والحكومة في تونس وفي العالم فهم جميعا يستغلونك ويوظفونك لقضاء مآربهم ومصالحهم واتخاذك مصعدا للفوز بكراسي الحكم والنفوذ لا غير، إن أمرك الاخواني بواجب فلفرض سيطرته وتلبية لنزواته واستجابة لعادات أوحى بها إليه ذهنه المريض أو شيخه الميت أو زعيمه المتاجر بآيات الله والمحرف لها ابتغاء الفتنة والتحيز إلى فئة.. و إن أمرك السياسي المعارض بالانتماء إلى معارضته وحزبه فليخوف بك رجال السلطان علّهم يمنّون عليه بفتات موائدهم من الحكم والنفوذ... أما قرارات السلطة السياسية في تونس والعالم وإنجازاتها فقد حولتك أيتها الطاهرة وحولت أخواتك إلى سلعة تباع وتشترى في أسواق النخاسة: في وسائل الإعلام المختلفة صوتك و جمالك لإشهار سلع المستكرشين و المستكبرين في الأرض والظلمة في عمالهم في مصانعهم... أكرهوك على دور الخناء والنزل وأماكن
نفسك وتدنيس عفتك وطهرك مع أن خالقك قد فرض على الترفيه لتحصلي على كفائك من المأكل والملبس مقابل بيع
أبيك أو زوجك التكفل بكل مصاريفك وكل احتياجاتك..
شجعوك على العمل في الشركات والمؤسسات لاستغلالك فيما لم تخلقي من اجله وهو الإنفاق على نفسك وعيالك وزوجك حتى فقدت بهائك وجمالك ونضارتك...
لقد أرهقوك يا سيدتي بدنيا ونفسيا حتى كرهوك في جمال الحياة وروعتها.
إن الأحرى بك أيتها الطاهرة العفيفة أن تكفري بربوبية هؤلاء الأموات غير الأحياء وما يشعرون جميعا العاجزين عن النفع والضر ولو لأنفسهم وتستضيئي بنور ربك في القرآن لإحياء نفسك وأخيك الإنسان وتبحثي لك عن مسلم مثلك لا يخضع إلا لأوامر الله عزوجل خالقكما من نفس واحدة .بكون لك لباسا وتكونين له لباسا تستران بعضكما بعضا وتوحدان الله ناصركما ومحقق سعادتكما.
اتحدي أيتها المسلمة الطاهرة مع حبيبك وزوجك وأبوك وأخوك المسلم لإقامة دولة التوحيد في العالم دولة الرب الحقيقي, لنصرة المستضعفين من النساء والرجال والولدان والقضاء على دول المستكبرين والطواغيت والظلمة والمجرمين في الأرض...
تحرري من أغلال هؤلاء الأرباب المزيفين فلن يضروك بشيء ولا ينفعوك مادمت مع الله.
فالله يمقت هؤلاء الحكام لأنهم يقولون ما لا يفعلون ويذيعون قرانا يلعنهم ويلعن سدنتهم من الكهان المتاجرين بالدين ليل نهار...
وتمتعي بالحياة كما شاءت لك روحك الطاهرة.

دور التربية الموسيقية


تعتبر الموسيقى من الثمار اليانعة التي تنتجها الحضارات عبر العصور، وهي من الفنون الراقية التي تربّي في الطفل الذوق السّليم وتعلمه السلوك الاجتماعي الهادف وتغرس فيه روح التعاون والتكامل والطاعة وحسن الإنصات، والتجاوب مع توجيهات وإرشادات القائمين على تربيته، لذلك احتلت مكانة بارزة في كل الحضارات تقريبا وأولاها الإسلام مكانة هامة تجلت في تشبيهه للأصوات المنكرة بصوت الحمير وحثه الإنسان على خفض الصوت عند الحديث وتشجيعه علىقراءة القرآن بصوت جميل مؤثر.
وفي عصرنا الحاضر صارت الموسيقى أهداف تربوية لا يمكن تجاهلها، واستحوذ حب الموسيقى على جميع الناس، وبخاصة الأطفال عدا من فقدوا نعمة السمع أو تعرضوا لمؤثرات عصبية أو فزيولوجية أفقدتهم التأثر بجمال الألحان والتوقيع.
ولكي تحقق الموسيقى أهدافها لدى الطفل فلابد من تعليمه الكلام بطريقة سليمة أي توخي الوضوح في استخدام المقاطع اللفظية مع التعوّد على استخدام النبر القوي والنبر الضعيف، ولابد من اختيار الكلمات التي تتفق مع ميول الطفل ومستواه الفكري، ويجب توخي البساطة في اللحن والابتعاد قدر الإمكان عن التعقيد والتحولات الكثيرة الزخارف، وأغنية الطفل يستحسن أن تكون قصيرة خفيفة الإيقاع، سهلة اللحن، جذابة ذات صيغة بنائية محددة قوية الطابع، وتراعي المنطقة الصوتية للطفل.
إن الإيقاع واللحن والغناء كلها استعدادات فطرية مهيأة للتفتح والنضج بالتدريب والممارسة. وتعتبر الأناشيد والأغاني المدرسية الغذاء الروحي اليومي للطفل ويمكن استغلالها لأغراض تربوية وأخرى تعليمية... لذا وجب إعطاء قيمة هامة للاستماع الداخلي أي القدرة على تخيل اللحن المدوّن (مثل القراءة الصامتة في تعلم اللغة) وتكوين الذاكرة الموسيقية تلك العادة الفكرية التي تقوم بترابط الأفكار والتكرار وتركيز الانتباه، لأن الطفل يحفظ عادة اللحن إذا ما تكرر في صورته المتكاملة أسرع مما لو سمعه مجزءا. لذلك لابد من استغلال الموسيقى كوسيلة تجذب الطفل وتحببه في المدرسة واتخاذها هواية مثمرة في أوقات الفراغ، كما انها تمكن المشرفين على التربية من اكتشاف ذوي الاستعدادات والمواهب لاحتضانهم في سن مبكرة والعناية بهم.

بقايا الإستعمار

منذ انجلاء الاستعمار العسكري الغربي عن أرض العروبة والإسلام نشطت قوى الردة من بقايا هذا الإستعمار بكثافة لضرب مقومات أمتنا وتقزيمها وطمس هويتها الحضارية وتكريس واقع التخلف و"حياة الأنعام" لدى المواطن العربي وكل ما من شأنه أن يؤبد تبعيتنا الحضارية واستكانتنا للعبودية والانحطاط ومن ثمة يسهل إلحاق هذه الأمة العظيمة ذليلة محطمة بمصاصي دماء الشعوب.
وقد تنوعت أنشطة هذه القوى حتى شملت كافة الميادين المؤثرة تقريبا، وسأكتفي بذكر بعض النماذج من التخريب الذي أحدثته قوى الردة في تونس.
ففي ميدان الشاشة الصغيرة نجد عديد المسلسلات التي تكرس العقلية الخرافية لدى المواطن وتقترح عليه حلولا وهمية للمشكلات الكثيرة التي يعاني منها كمشكلة الفقر والبطالة فتحلها له هذه المسلسلات بالعثور المفاجئ على كنز مدفون، أو أن يمن عليه الملك بثروة تقلب حياته، أو يزوجه إبنته الوحيدة فيصبح ذلك الفقير المعدم وزيرا يتكلم فيطاع... وجماع هذه المسلسلات نجدها في حكايات "عبد العزيز العروي" الذي لا تزال حكاياته تبث ويعاد بثها المرات العديدة منذ حصول تونس على استقلالها وإلى اليوم.
ولمحاربة فكرة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" نجد مسلسلات يعاد بثها باستمرار حتى ترسخ في وعي المواطن، من قبيل "مسلسل الحاج كلوف" تنفر الناس من التدخل في شؤون أفراد المجتمع وتصور الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر "بهلوانيا" لا يجلب سوى الاشمئزاز أو الضحكة، وقد صارت المقولة السائدة عندنا في تونس "الحاج كلوف يستاهل عشرة كفوف" (أي عشرة صفعات).
وفي السنوات الأخيرة لم يعد هم السينما التونسية سوى محاربة القيم العربية الأصيلة، ورسم ملامح حضارية لا تمت لقيمنا بصلة فيصبح المجتمع في شريط "عصفور السطح" لفريد بوغدير لا يعرف أفراده سوى الجري وراء تلبية غرائزهم الجنسية الملتهبة بكل السبل وتتحول المرأة إلى جسد عار لا يعرف الاحتشام إليها سبيلا، بل وتصبح الفتاة التونسية في شريط "صيف حلق الوادي" تلهث وراء من يَفُض لها بكارتها متحدية جميع القيم ولا يهمها من يكون خدينها يهوديا أو نصرانيا أو "مسلما"!
ويتحرر المجتمع من كل ثوابته وقيمه فيغلب على الأفراد شرب الخمرة والتسكع في الشوارع ومراودة الفتيات واختلاط الحابل بالنابل في مناسبات الفرح واتخاذ العشاق وبيع الذمم وتفضيل معاشرة الأسر اليهودية والمسيحية والتماهي كلية مع تقاليد المجتمع الغربي والولاء لكل ماهو غربي وكل ذلك رمز على تقدم الوطن وتحرره!!؟
وقد ارتفعت في مجال العمران – النزل السياحية والبنوك عاليا في سماء مدننا وقرانا لتأخذ بذلك مكان الصومعة والمسجد، وكل ذلك من شأنه أن يعطي انطباعا عاما بأن الرفعة والولاء قد تحول من الولاء لله ولدينه ولقرآنه ليصبح الولاء "للدينار وللغرب"، وقد صارت البيوت والمنازل عورة،وتبنى بطريقة لا يراعى فيها الحياء ولا أسرار الناس وبيوتهم ولا كون المرأة عرضا يجب أن يحفظ ويصان.
أما اللغة الفصحى فهناك من أصبح يتمعش بمحاربتها ويزعم أن اللهجة الدارجة المحلية أفضل وأنجع من لغة القرآن، اللغة التي كتب بها الجاحظ والمعري وابن سينا وابن خلدون...وغيرهم من جهابذة الحضارة الإسلامية، ولسان حاله يقول بفجاجة: "من أراد التقدم والرقي واللحاق بركب الحضارة الغربية فلايتكلم العربية الفصحى!" وقد صدرت حتى الآن – على حد علمي- صحيفتان أسبوعيتان ناطقتان كليا أو جزئيا باللهجة الدارجة وهما "الصريح" و"الأخبار" وقد صرح رئيس تحرير "الأخبار" في المدة الأخيرة على الهوائية (قناة تونس7) بأن اللغة الفصحى قد صارت في العصر الحديث عاجزة عن التعبير عن كل مشاغل الإنسان! وهنا يتبادر إلى الذهن، أي علم سنكتبه بلهجات تفتقد إلى المصطلحات العلمية والأدبية التي تشتمل عليها اللغة الفصحى بالإضافة إلى اختلاف هذه اللهجات من بلد إلى آخر، كما تختلف في البلد الواحد باختلاف مناطقه وأجيال أبنائه!! لقد استنبطت الشعوب هذه اللهجات الدارجة لتيسير التعامل اليومي فيما بين أفرادها وقضاء الحاجات اليومية البسيطة فكيف نسمح باتخاذها بديلا عن اللغة الفصحى للتعبير عن حضارتنا وإبداعاتنا وابتكاراتنا؟! وإني أتحدى كل من تحدثه نفسه باتخاذ اللهجات الدارجة أن يكتب مقالا بلهجة دارجة عن نظرية ابن خلدون مثلا في علم العمران البشري أو ابن سينا والرازي في الطب أو غيرهما من النظريات العلمية أو الأدبية!!
هذا بعض ما فعلته قوى الردة في تونس العزيزة ولا تزال تخطط وتجتهد وتتحرك في كل المجالات الثقافية والتعليمية والسياسية لتكريس واقع جديد يقضي على ما تبقى من هوية هذه الأمة لتقضي بذلك على أي أمل يمكن أن يراود هذه الأمة للنهوض مرة أخرى والتحرر من براثن الاستعمار والتخلف.

خطاب إلى الهاربين من ديارهم!

هذا خطاب أردت أن أوجهه إلى إخواني المغتربين من النخبة المثقفة، والتي تملأ كتاباتها الصحف والمجلات التي تصدر هناك وعلى رأسها صحيفة "القدس العربي" الغراء.
ما يمكن ملاحظته بادئ ذي بدء أن هذه النخبة المحترمة تعالج في جلها قضايا نظرية لا تمت بكبير صلة إلى واقع المواطن العربي، ذاك المواطن المسحوق في بلده والذي يعاني من الذل ألوانا، ومن الاضطهاد أصنافا بل يقتل في اليوم الواحد ألف مرّة، فهل يعتقد هؤلاء المغتربون المساكين أنهم بتلك المقالات والكتابات المنددة بالسلطان في ديارهم التي هربوا منها سيحلون مشكلات وطنهم ويخلصونه من الذل والمهانة والتخلف الحضاري والاستبداد الاجتماعي؟! وهل يعتقدون حقا أنهم سيحررون أوطانهم بمقالات نارية متشنجة تتوهم الثورة والتغيير؟! إن هؤلاء يعتبرون نكرة بالنسبة إلى أوطانهم فهل يحسبون الناس يتأثرون بنكرة تفتقد إلى رؤى واضحة في مجمل مشكلات أوطانهم! وهل يعقل أن يقدر على التغيير من عجز عن تغيير نفسه؟! إن البداهة تقول "فاقد الشيء لا يعطيه".
لقد فكر هؤلاء "المغتربون" في مصالحهم الخاصة لما هربوا من أوطانهم وتركوها لقمة سائغة في أياد غير أمينة تتعيش على بيع الأوطان وإذلال الإنسان وسحقه إذ لو صدق هؤلاء المغتربون الهاربون لبقوا في أوطانهم يجاهدون بأموالهم وأنفسهم وفكرهم في سبيل تحرير الإنسان العربي من الذل والعبودية وتقديم القدوة في النضال والصمود ولتعاونوا مع أشراف هذه الأمة من مثقفين وحكام ومسؤولين لرفعة وطنهم وتقدمه وازدهاره. ان هروب هؤلاء يجعلهم عرضة للنقمة والكراهية من قبل أحرار هذه الأمة وكل الفئات المسحوقة والمحرومة في هذا الوطن العزيز، لأنهم فكروا في الخلاص الفردي ولم يفكروا حقيقة في خلاص وطنهم وشعبهم.
ولعل المبكي المضحك في حالة هؤلاء الفارين التجاءهم إلى بلدان غربية كبريطانيا وأمريكا ساهمت ولا تزال تساهم –وهم يعلمون ذلك جيدا- في الإبقاء على الأنظمة التي يزعمون أنهم يحاربونها ويلقون عليها اللوم لتكريسها التخلف والاضطهاد! بل أن بريطانيا هي التي مكنت للصهيونية العالمية من إحتلال فلسطين وتشريد أهلها... وأمريكا نفسها أصبحت متصهينة أكثر من الصهاينة أنفسهم بما تقدمه لهم من دعم لإذلال العرب فاق كل التصورات.. فهل يعقل بعد ذلك أن نصدق هؤلاء الفارين إلى بلاد الغرب أنهم يناضلون ضد الصهيونية وضد التخلف والاستبداد؟!
وختاما أنصح هؤلاء بالرجوع إلى أوطانهم فالموت في الوطن أكرم لهم من التسكع في شوارع الغرب وحاناته!

وعــي زائــف



من المخجل حقا أن يتصدّى لقيادة هذه الأمة العظيمة أشخاص لا يعرفون حقيقتها ولا يدركون عناصر القوة في هويتها الحضارية ولا أسباب الضعف فيها فيساهمون من غير قصد في تأييد تخلفنا وتبعيتنا المطلقة لعدو همه الوحيد إذلالنا والنكاية بنا واستغلال ثرواتنا والاستحواذ عليها.
إن من جملة ما ابتليت به هذه الأمة، تذبذب أبنائها المخلصين بين مناهج مختلفة ومتضاربة في تحليلهم لمجمل قضايانا الحيوية، أو غياب المفهوم الصحيح في أحايين كثيرة مما يوقعهم في غموض الفكرة وقصورها وهذا قد يوصلنا إلى التهلكة مكرهين. فهذا الكاتب يغيب عن ذهنه فكرة أن الشعب الفلسطيني هو جزء لا يتجزأ من الأمة الإسلامية ووحدة أهدافها وكل مل يمس الشعب الفلسطيني من قريب أو بعيد يهز كيان الأمة الإسلامية جميعا ويضربها في العمق بل ويفترض ان يهب كل أحزاب هذه الأمة –جيوشا وأفرادا- لنجدته إذا ما تعرض لسوء عملا بقوله عز وجل "ان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون". إن الوعي الزائف الذي غرسه الاستعمار ولا يزال يقوم بغرسه عملاؤه وبقايا قوى الردة في بلادنا القائل بأن لكل شعب من شعوبنا شانه الخاص الذي يغنيه عن الالتفات لكل آلام الأمة الإسلامية لهو السبب المباشر في كل هزائمنا تقريبا، فهذا الشعور الزائف هو الذي أضعفنا ومكن قوى الاستكبار العالمي من الاستفراد بنا كل على حدة، "فالولايات المتحدة تحارب العراق لأنها ضامنة استفرادهم وإسرائيل تفتك بالفلسطينيين لأنها ضامنة استفرادهم... لم يحدث أن حارب أحد العرب كلهم" (المرجع: أ. طارق مصاورة في مقالة له بعنوان "بعد روس ستحل أولبرايت" "القدس العربي" عدد 2576).
أما من نصبوا أنفسهم الممثلين الشرعيين والوحيدين للشعب الفلسطيني فيتجاهلون أن كل الشعب الفلسطيني "بمتطرفيه ومعتدليه، بحمائمه وصقوره" تجب حمايتهم من العدو الصهيوني وحفظ أرواحهم وممتلكاتهم ولا يتذكرون هذه الحقيقة الا تحت ظروف قاهرة ولأسباب تكتيكية بحتة!!؟
ولقد أصبح هم بعض قادتنا –حفظهم الله- محاربة شعوبهم ورعاياهم تحت لافتات التطرف والإرهاب أو باسم الديمقراطية التي أشربوها فعرفوا أن بعض مواطنيهم لا ينتمون إلى عالم البشر بل وصاروا يرددون مصطلحات اختلقها اعداؤنا لمحاصرة أي شعلة نور يمكن أن تبزغ في سماء هذه الأمة العظيمة التي ابتعثها الله لتكون رحمة للعالمين

مصطلحات مضللة


درجت جل صحفنا ومجلاتنا الوطنية والقومية على استعمال مصطلحات غريبة، منبتة عن قيمنا الحضارية، تؤذي الذوق العام وتساهم في تكريس مفاهيم يبتهج لسماعها العدو وتثلج صدره وتعينه على تعميق الهوة التي صارت سحيقة بين مفاهيمنا وقيمنا الحضارية وبين ما يظهر من استعمالات اصطلاحية في المراسلات والتحاليل السياسية خاصة. والخطورة تكمن في أن هذه المصطلحات وقع تبنيها من قبل صحف ومجلات جديرة بكل احترام، والتي أصبحت تعكس بحق ما يختلج في صدور أبناء هذه الأمة العظيمة، وسأضرب لذلك أمثلة وقع استعمالها مرات عدّة في صحفيتنا الغرّاء.
- "عملية انتحارية" تعبير تستعمله كل صحفنا تقريبا إثر كل عملية استشهادية يقوم بها أبناء الحركة الإسلامية في فلسطين، واستعمال هذا المفهوم يكشف عن غياب مفهوم الإسلام الذي يحرم الإنتحار وقتل النفس ويعتبره من الكبائر التي تحرم على مرتكبه دخول الجنة، أما الشهادة أو الاستشهاد –وهو ما يقوم به الإسلاميون في فلسطين ولبنان- وهو من أكبر القربات إلى الله لأنه ينفذ ويضحي بالنفس لإعلاء كلمة الله ونصرة الحق وكل القضايا العادلة، ومن استشهد في سبيل الله لإخراج العدو من أرض مغتصبة ونصرة المستضعفين في الأرض من الظلم المسلط عليهم فهو حي لا يموت بفعل حضوره الدّائم في الذاكرة الجماعية وتحفيزه لقوى الأمة على مزيد التضحية والنضال من أجل استرجاع حقوقها المغتصبة.
- "التطرف، الإرهاب، متشددين.." هذه تسميات تطلق على جميع الإسلاميين في العالم مهما اختلفت طرق عملهم وأساليبهم، ولا أعرف هاهو مرجعنا في هذه التسميات؟ هل هي مبادئ الإسلام وقيمه أو مبادئ الغرب وضلالاته! فالله قد خص هذه الأمة الإسلامية لتكون هي الشاهدة على الناس بحكم ما تملكه من قرآن كريم –ما فرط الله فيه من شيء- مما يكسبها القدرة على معرفة الحق من الباطل والغث من السمين والفصل في القضايا الخلافية، فالأمة الإسلامية هي امة وسط. إذا التزمت بتطبيق الإسلام –عادلة لا تبخس أبدا حقوق الآخرين-.
وها نحن ندرك اليوم الظلم والطغيان والقهر المسلط على جميع شعوب الأرض –بما فيها شعوب الغرب- في ظل هيمنة مقاييس الغرب وقيمه.. فهل يعقل بعد ذلك أن نعتمد مقاييس هذا الغرب في إطلاق تسميات غير محايدة بل متفجرة وتحمل طابع مفاهيم الغرب وتصنيفاته الظالمة!
بقي أن ألاحظ شيئا هاما جدا يخص تحليل الخبر وهو ما أسميه "بالمكيافيلية" في التحليل السياسي، كأن نعتبر مثلا إعلان دولة عربية عن عدم حضورها "قمة الدوحة الاقتصادية" أو غيرها عملا قوميا جليلا متناسين حقائق هذه الدولة التاريخية وعمالتها للصهيونية والامبريالية الأمريكية بشكل مؤكد دائم، فكيف نسمح لأنفسنا بإقناع القراء –الذين هم مسؤولية في رقابنا- أن مجرد الإعلان عن عدم الحضور للقمة يمثل حدثا بارزا يحسب لهذه الدولة أو تلك مما يوقعنا في التناقض والتحاليل القاصرة لنفاجأ بعد حين أن هذا الإعلان هو مجرد تكتيك سياسي وليس حقيقة قابلة للتطبيق! إن تاريخ الأفراد والدول له أهمية قصوى في تحديد صدق توجهاتهم المستقبلية. فقراءتنا لتاريخ الصهيونية والأسلوب الذي اتبعته لاغتصاب فلسطين من أهلها يجنبنا الوقوع في أحابيلها وإضاعة الوقت فيما لا فائدة فيه كأن نصدّق إمكانية إرجاعها الحقوق إلى أصحابها دون قتال كبير وجهاد متواصل!! فالمجرم يبقى مجرما حتى وإن لبس زي النساك والمتنسكين.

الأحزاب الدينية والمشهد السياسي في تونس


ردّا على ندوة: الأحزاب الدينية والمشهد السياسي الرّاهن / علمانيون وسلطة: تحالف ام تضاد؟!
ندوة فكرية عقدتها جامعة تونس للحزب الديمقراطي التقدمي يوم 7/12/2007.

مبلغ المنى في التوحد بين القول والفعل
يبدو لي أن كل ما ورد من أجوبة على الأسئلة المطروحة قد جانبت الحقائق التاريخية والواقع، فتونس قد صارت منارة إسلامية علمية وجهادية في كيان الأمة الإسلامية منذ الفتح الإسلامي لأفريقية سنة 27هـ/467م وما جامع عقبة والزيتونة وفتح إسبانيا على يد طارق بن زياد عنا ببعيد... أما ما يسمّى "بالاتجاه الإسلامي" فهو "نبت دخيل" على بلادنا ولا تربطه بمبادئ الإسلام كبير صلة إلا صلة الزي بصاحبه، لذلك كان هذا "الاتجاه" يغير من اتجاهاته وتوجهاته في كل آن وحين منذ أكثر من عقدين .. بينما مبادئ الإسلام ثابتة مكينة ثبات مسميات الأشياء وحقائقها في الكون والإنسان والحياة...
أما عن انقسام النخبة حول "منح حزب ديني رخصة العمل السياسي" فهو حق لمن لا يملكه ولا يمكن له أن يملكه، فصاحب الأمر والنهي قد أمر وأمره نافذ لا محالة طوعا أو كرها، وإنك يا قارئي لن تجد وسيلة إعلام واحدة في تونس أو في العالم لا تذكر بمبادئ الإسلام وشريعته المركونة في نفوس البشر جميعا... وما إذاعة القرآن عنا ببعيد.
أما القول بأن "الواقع لا يحتمل تطبيق الشريعة الإسلامية التي سنت قوانينها منذ 14 قرنا فهو قول مرفوض ومردود على صاحبه شكلا ومضمونا، أما الشكل فالشريعة قد سنت منذ خلق آدم وتعليمه "الأسماء كلها" وما بعثه محمد صلى الله عليه وسلم والمرسلين من قبله عليهم السلام إلا تذكيرا بها لا غير: "شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه..." (سورة الشورى الآية 13).
ولا أعتقد أن أي مبصر يجهل هذه الحقائق المكتوبة بين دفتي كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه منذ 14 قرنا. كما أن حدود الله وشريعته مطبقة تطبيقا في تونس وفي العالم كله منذ خلق الإنسان: "عصيان آدم لله في الجنة أنزله إلى دنيا التعب والكدح والشقاء، عصيان الله في الدنيا ينتج عنه حتما: المعيشة الضنك والتعب النفسي والبدني لكلٍّ حسب جريمته وظلمه وجهله... قاتل نفس بغير حق "يُقْتَلُ" ولو بعد حين...: "فرعون وجنده لما همّوا بقتل موسى ومن معه أهلكوا جميعا... الشيخ ياسين لما شجع على قتل الأبرياء قتِل... الزرقاوي.../ يوسف لما "همَّ" بإمرأة العزيز سجن بضع سنين.. "اللصوص قطعت أيديهم في الدولة الإسلامية... أو شلت أبدانهم في كل زمان ومكان أو ماتوا بأمراض مزمنة في قلوبهم وأدمغتهم... "شارون"... "ياسر عرفات"...إلخ.
لقد عبرت المعارضة عن تخوفها "من فكرة وجود حزب ديني سياسي" في تونس ودعت إلى "ضرورة التمييز بين حزب ديني سياسي وحزب سياسي ديني ورفض الخلط بين الوظيفة الدينية والوظيفة السياسية" فحققت السلطة المشرفة على أمن "المواطنين" المتخوفين من مجرد فكرة وجود حزب ديني رغبتهم "بالحضور المكثف للأمن السياسي"، ومنعت "المناضل الإسلامي" من حضور الندوة لأنه ببساطة ليس "قيادي حركة النهضة" كما صوب هو نفسه في جريدة (مواطنون بتاريخ 12/12/2007 ص5)، على عكس ما وهمت الجهة التي دعته لحضور حلقة النقاش.!
أما "النهضة" موضوع الحوار فقد حقق الله مسعى الخلّص من أبنائها في المساهمة في إنهاض المجتمع على يد قائد "التغيير" في نفس اليوم الذي فكر فيه الطامعون للانقضاض على السلطة تحت "غطاء الإسلام" الذي تزينت به ظاهرا وكفرت بشريعته حقا وواقعا حين غيرت إسمها وتلاعبت بثوابت الرحمان وأمضت على الميثاق الوطني. !!! ؟

حياة أنعام!؟


يمكن بسهولة أن نلاحظ أن جل ما صار ينجز في وطننا العربي يصب في اتجاه واحد، ألا وهو تهيئة الناس في وطني وتشكيلهم ماديا وفكريا لخدمة الإنسان الغربي وضمان رفاهيته ومتعته، فلا الأرض بقيت أرضنا ولا الثروات عادت إلينا منافعها ولا الإنسان تحرر ليكون سيد نفسه دون وصاية، فهم السادة ونحن العبيد فوق أرضنا، ورضاهم عنّا غاية ما نطمح إليه ونطلبه، شواطئنا ننظفها ونتعهدها ليرضى عنا السائح الغربي، خيراتنا ننتقيها ونقطفها لترسل إلى بلاد الغرب، وأماكن اقامته، بناتنا، نساؤنا نعريهن، حتى صرن كاسيات عاريات، مشاغبات لمواكبة تقليعات السيدة الغربية، مشاريعنا ننجزها حتى نكون أهلا لمشاركة السيد الغربي فتات موائده، أينما وليت وجهك لمحت سعيا لإرضاء الغرب أو مشاركته أو اللحاق بركبه الحضاري والعلمي، فقدنا كل شيء ولم نملك أي شيء!
ومنذ خروج المستعمر الغربي من ديارنا عملت بعض القوى الاجتماعية التي خلفته على إذلال المواطن العربي وإخضاعه وتهيئته لتقبل النهب والاستغلال... وقد استطاعت هذه القوى جمع ثروات طائلة بفضل ما نهبته وسرقته من عرق جبين العمال ظلما واعتسافا، ونتيجة لما يلقونه من حماية ظلموا الناس وأذلوهم واغتصبوا حقوقهم وأكلوا أرزاقهم حتى تنكسر شوكة هؤلاء العمال فيكثر أنينهم وتستفحل أسقامهم، فيعجزون عن مقاومة الاستغلال والظلم المسلط عليهم.
لقد توهمنا أن خروج المستعمر الغربي من ديارنا سيمكننا من التحرر وتحقيق سيادتنا، فإذا الواقع يلطمنا بشدة وعنف وينزع عنا هذا الوهم! إي مهزلة صرنا نعيشها في بلادنا العربية؟ الناس صاروا يكرعون من المذلة والهوان أصنافا، لا أحد راض عن حاله، الكل يشكو والكل يتألم في صمت، والكل صار يعيش ليأكل ويلبس، والسعيد السعيد من صار له مرتب شهري يفي له بحاجياته اليومية، وبدون أي حرج أقدم بعض ضعاف النفوس على بيع اعز ما يملكون من عزة وكرامة ليحصلوا على كفايتهم من المأكل والملبس، ولم يعد يهمهم ما ينجزونه في حياتهم في سبيل تقدم وطنهم وازدهاره لأنهم يحسون أن الوطن لم يعد وطنهم ولا الأرض أرضهم، ولا من يحكمونهم من بني جلدتهم بل هم ألدّ أعدائهم وسبب تعاستهم.
إن أول شروط الوعي المطلوب أن يضع الإنسان العربي في حسبانه أن هذه الأرض التي يرويها بعرق جبينه هي ملك له ولكافة أبناء وطنه ولا يحق لأي كان أن يحتكر ثروات هذا الوطن العزيز، فله الحق أن يحصل على نصيب وافر من ثروات بلاده الكثيرة المتنوعة، ولا أقل من أن يحصل على موازنة بين مجهوده في العمل وبين ما يقبضه من مقابل مادي بشرط أن يوفر له ولأسرته حياة كريمة حتى ينعم بخيرات هذا الوطن المعطاء، ويذود عنه ويحمي استقلاله إذا ما تكالب عليه الأعداء، أما أن يعيش عبدا طوال حياته، يتعب ويشقى ثم يعاني من ويلات الحرمان والخصاصة فهذا ما لا يرضاه أحد ولا حتى العبيد، فكيف بسيد على أرضه، وأرض أجداده ومستقبل أبنائه!؟

الإعلام العربي


لشدّ ما تقلقني تلك التحاليل التي ترجع كل مآسينا الحضارية كالقهر والتسلط وهيمنة الخطاب الواحد على وسائل إعلامنا العربية إلى عنصر واحد أو فرد واحد ألا وهو القائد أو الزعيم.
وسبب قلقي ان مثل هذه التحاليل من شأنها أن تغطي على مواطن الخلل في مجتمعنا ولا تعالجها بكيفية ناجعة، لآن شرط العلاج الصحيح هو التشخيص السليم والشامل لأسباب الخلل، إذ لا يعقل مثلا الزعم بأن التخلف الذي يهيمن على وسائل الاتصال عندنا مرده الولاء لقائد سياسي أو لنظام حُكم معين، فالقائد السياسي لا يزيد عن كونه يمثل رمزا لقوى اقتصادية واجتماعية وسياسية تختفي وراءه هذه القوى حتى لا يطالها النقد والتجريح. لذلك فهي في سعي دائب لتكريس واقع التخلف باحتكارها لوسائل الاتصال الجماهيرية، حتى لا توظف هذه الوسائل في توعية أفراد الأمة بحقوقهم في الانتفاع بثروات الوطن، ومشاركة هذه الشرذمة في الثروات والخيرات التي اغتصبوها ظلما وعدوانا من عرق جبين الأمة. وخير وسيلة تتبعها هذه الشرذمة تتمثل في صناعة "صنم بشري" تضعه في الواجهة لتحقيق مآربها. وتحيك حوله الأساطير وتنشط في تزييف الحقائق لإقناع الناس بضرورة الصبر لأن القائد الأوحد/ الصنم بصدد حل جميع مشكلاتهم، وهكذا يخلقون الأمل الزائف تلو الأمل ليبقى الناس يتضورون جوعا وفقرا وبطالة وقهرا ومرضا صابرين وهم في شوق ليوم قادم لن يأتي أبدا.
إن هذه القوى المحتكرة لثروات الأمة لا يمكنها أن تعيش إلا في ظل واقع مريض يوفر لها أسباب الاستمرار في احتكار الثروة والمسؤولية. والشرط الأساسي لاستمرار هذا المرض يتمثل في احتكار وسائل الاتصال الجماهيرية لأن انفلات هذه الوسائل من أيدي هؤلاء المحتكرين يعني بروز رجال صادقين ينصحون الأمة ويكشفون الزيف والنفاق ويحاربون الظلم والاحتكار وهذا من شأنه أن يفقد هؤلاء هيبتهم المصطنعة وثروتهم التي بنوها على جماجم الفقراء والمضطهدين.

الأنظمة الحاكمة لبلاد العرب والمسلمين


لعل ابرز انجازات انتفاضة الشعب الفلسطيني الثانية ضد الاحتلال الصهيوني هي انها كشفت –بما لا يدع مجالا للشك- سبب تخلف وانحطاط أمتنا الاسلامية "خير أمة أخرجت للناس" في العصر الحديث، فهذه الأمة العظيمة قد ابتلاها الله بأنظمة حكم فاسدة جعلت همها الرئيس تكبيل أفراد الأمة ومنعهم من انجاز أي عمل حضاري من شانه أن يعيد للأمة القوة والازدهار، حتى تتمكن من أداء المهمة المناطة بعهدتها... وهي: "الشهادة على الناس وقيادة مسيرة الشعوب نحو التآخي والتعارف والرحمة و الحياة الحقة.. تبعا لقوله تعالى: "و كذلك جعلناكم أمّة وسطا لتكونوا شهداء على الناس.."، وقوله تعالى لنبيه الكريم صلى الله عليه و سلم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"...
لقد برهنت الأنظمة الحاكمة لبلاد العرب والمسلمين أنها وريثة للاستعمار الغربي.. وإن الغرب الاستعماري قد بوأها مكانته إبان استعماره المباشر لديارنا، حتى تنجز المهمة التي من اجلها استعمر ديارنا.. والمتمثلة أساسا في نهب ثرواتنا والخيرات التي رزقنا الله.. وتكبيل القوى الحية للمجتمع لإدامة تخلفنا وتبعيتنا المهينة للمستعمر الغربي... وبذلك تتحقق مقولة "السيادة والعبودية"..فهم"السادة" ونحن "العبيد" كأننا ما خلقنا إلا لتحقيق سيادة الرجل الغربي والسهر على رفاهيته.. وهكذا تصبح رفاهية الغرب الاستعماري لا تتحقق إلا بفقرنا نحن وفقرنا هو وليد رفاهية الغرب الناهب لثرواتنا و المهيمن على قادتنا أعانهم الله...؟!
لقد مثلت الحركة الإسلامية الفلسطينية طلائع هذه الأمة المجاهدة.. فكان لابد من "تأديبها" بل تصفيتها.. فأوكلت هذه المهمة القذرة لقاعدة الاستعمار الأولى المتمثلة في الكيان الصهيوني اللقيط...
وقد سانده في هذه المهمة القذرة نُظُمٌ أغلقت الحدود أمام شرفاء الأمة والتنكيل بكل من سوّلت له نفسه دعم طلائع هذه الأمة المجاهدة و المتمثلة في الحركة الإسلامية الفلسطينية المجاهدة.
فالغرب الاستعماري تفتقت ذهنيته الإجرامية إبان استعماره لديارنا على زرع غدّة سرطانية في قلب الأمة وأمدها بالمال والسلاح وكافة أنواع الدّعم... وساند مجموعة اشربت ثقافته وفلسفته للكون و الإنسان والحياة، تولت الحكم وتسيير بقية أعضاء هذه الأمة.. مما حكم على جسد الأمة بالمرض والهزال والتخلف..
لذلك لا يمكن الحديث عن زوال هذه الغدة السرطانية وهي الكيان الصهيوني اللقيط المنغرس في قلب أمتنا إلا بزوال أنظمة فاسدة لا ترى مانعا من التوحد مع هذه الغدة السرطانية.. وهي أولى الخطوات لتحرير أمتنا من براثن التخلف والاستعمار والنهب وعودة أمتنا للفعل الحضاري وقيادة الشعوب لما فيه خيري الدنيا والآخرة ورحمة الله.

المؤمل والمنشود في أدب الطفل


تعتبر تنشئة الأطفال وتربيتهم من أعوص المشاكل التي تواجه عالمنا المعاصر، فالطفل يولد نقيا طاهرا وأبواه والمجتمع هم الذين يوجهونه الوجهة التي يرونها صالحة لهذا الطفل لخدمة مستقبل بلادهم وعزّتها وقوّتها، وهم المسؤولون عن توثيق الروابط، وتعميق الصلات بين الأجيال المختلفة، في سبيل وحدة الجسد الاجتماعي وقوّته حتى يكون كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضا.
ولتحقيق كل هذه الأغراض والأهداف النبيلة لابدّ أن يتخصص فريق من الأدباء لأعداد الطفل وتعهده بالتربية السليمة والتنشئة القويمة الصالحة.
ونظرا لخطورة المرحلة التي يمرّ بها الطفل في سنواته الأولى، لابد أن يكون واضع أدب الأطفال واعيا بجمال الكون والإنسان والحياة، ملما بمشاكل عصره، مواكبا لطموحات أبناء وطنه، يعرف ميول الأطفال وقدراتهم وأعمارهم العقلية، فيكتب لهم ما يجعلهم ينجذبون نحوه، وان يكون صديقا حميما للأطفال، يتحدث على لسانهم ويتحدث إليهم، كما يتحدثون إليه، ويشاركهم في عواطفهم وفي ألعابهم... وفي تخيلاتهم، كما يتحدث إليهم هاديا ومرشدا، فيرسم لهم بكلماته القيم السامية الرّشيدة، ويعكس خفايا الأنفس المتعطشة إلى حب الخير والمعاني المشرقة... ويوقظ فيهم حسّ المسؤولية كلبنات تنتظر دورها في مجالات الحياة المختلفة، وهو في الوقت نفسه، لا يستعصي على أفهامهم، ولا يعلو على قدراتهم وخبراتهم حتى لا يتحرك في فراغ، ويفقد قيمته وتوهجه... بلغة فصيحة سليمة، وأسلوب رشيق وألفاظ قريبة إلى معجم الأطفال في نعومتها وسلاستها، مفعما بمعاني سامية وناصعة تواكب عمر الطفل، وتشوّقه، وتجذبه نحو القراءة.
ويحسن أن تتنوع الموضوعات التي يعالجها أديب الأطفال، وتساير المحيطات التي يغشاها الطفل أو يتصل بها، وأن تكون قصيرة كي ييسر تعامل الأطفال معها... باعتبارها تنزل إلى مستواهم. ويعتبر ذلك من أصعب المهام لكتابة الأطفال.
وعلى أديب الأطفال أن يضع نصب عينيه أن الهدف من كل كتاباته الموجهة للأطفال هي تنشئة طفل يحمل المبادئ السامية الرفيعة، يعيش لعصره، متفهما للمشاكل التي يعيش فيها، عالما متطلعا لما يجري حوله، يقظا لكل ما يحاك لامته، عاملا على اتقائه ودرئه عنها، وأن يكون في الوقت نفسه مطلعا على تراثه وما قام به أجداده أيام مجدهم وعزّهم ليختار منهم البطل الذي ينير له الطريق وتنمي فيه روح المبادرة والنشاط، ويكون قادرا على الخلق والابتكار والابداع...

الفن الإسلامي وشروط الإبداع


يقصد بالفن: "التعبير عن الحال بمختلف الأساليب والأدوات من أدب إلى رسم إلى شعر.. "إلى غير ذلك من أساليب التعبير، والفنان إنسان يعبر عن الإحساس الداخلي الذي يحس وينفعل ويتأثر به، فيعبر بصورة من صور الفن التي يجيدها، والفنان الحق هو الذي يختار من الأفكار والأحاسيس التي يجد فيها مظهرا لجمال ظاهر أو خفي، أي يختار ما يوجد التأثر والانفعال، وتكون الألفاظ والتراكيب التي تؤدي هذه الأفكار والأحاسيس على وجه يثير القراء ويثير السامعين، فيهز مشاعرهم، ويبعث فيهم ما يقتضيه هذا الانفعال من غبطة ورضا، أو سخط وغضب.
كما أن الفنان الحقيقي هو الذي يمثل بفنه مثله العليا ومفاهيمه عن الكون والإنسان والحياة.. وينظر دائما إلى عالمه بالمقارنة مع مثله وقيمه ومبادئه، وكذلك الأديب الحق، والشاعر المقتدر هو الذي يبلغ أهدافه ولا يضيق ذرعا بقيود اللغة السليمة والتراكيب الجميلة المعبرة عن أن تصير وعاء يستوعب أفكاره ومشاعره التي يحسها داخل نفسه، فيساهم بقسطه من اجل رفع الحياة البشرية وترقيتها، ويسعى إلى تحريك النفس لتنفعل بالحياة في أعماقها وتتجاوب تجاوبا حيا مع الأشياء والأحياء.
يقول الجرجاني: « إن من كمال الجمال البلاغي أن تكون مادته الخير والفضيلة ». أجل، فليس الأدب سوى رسالة سامية تنير سبيل الحياة الطيبة التي بشر الله بها عباده المؤمنين بروبيته، وتعرف الناس كيف يهتدون إلى منابع السعادة والمعرفة فيها.. وهل الأديب سوى مبدع يحمل بيده مشعل الحب والحرية والتسامح، ويبحث بكل ما في ضميره من شوق وشغف وما في نفسه من نشاط وإخلاص عن مصدر السعادة والمعرفة في الحياة ليهدي إليهما نفوس البشر الحائرة، ويزيل عن وجه الحياة قشور الكآبة والجفاف، ويكلله بنور الغبطة والانتعاش ؟! نقول هذا القول ونحن ننظر بعين الحسرة والألم لما آل إليه الأدب الآن، إن قصارى جهود الكثيرين من «الأدباء والشعراء» التحدث عن التجارب الخاصة والمفاهيم المنحرفة عن هداية الله، واغلبها يدخل في نطاق المرأة، كما أصبح الأدب يعطي صورة منقبضة متشائمة للحياة طافحة باليأس والألم والقسوة، لأنه أدب صادر عن نفس حائرة مضطربة قد اهتزت أمامها السبل، فلا ترى اتساقا في الكون، وإنما عبثا، ولا تنتظر أملا، بل يلفها التشاؤم، إنها إفرازات العبث والعدمية والتّنكر لروبية الله ووحدانيته... وكم نحن بحاجة إلى أدب متفائل يحمل الحب والأمل والدعوة إلى العمل بمقتضى التنزيل الحكيم من لدن عليم خبير.

لقد مثل الفن بأشكاله المختلفة عبر الأحقاب التاريخية المختلفة مرآة الأمم ونبضات قلبها وعصارة فكرها وحقيقة وجدانها ومختلف تصوراتها عن الكون والإنسان والحياة، وهذا يجعلنا بحاجة أكيدة إلى تحديد إطار واضح، ومفهوم محدد للفن الذي ننشده، ليكون فنا متميزا واضحا، يعبر عن التصور الإسلامي والحضاري لامتنا الإسلامية... حتى نستطيع تقديم هذا المفهوم للناس إزاء المفاهيم الأخرى للفن الهائم والسائر في ظلمات بعضها فوق بعض والمتخبط على وجهه في متاهات الحياة ودروبها المدلهمة، فلا يكفي أبدا أن ننادي بفن إسلامي بديل وننشد الاهتمام به، دون تحديد لمفهومه ومعالمه وتصوراته.
إن الفن الذي ننشده هو كل فن جميل مؤثر ازدهر في ظل قيمنا الإسلامية وثوابتنا الحضارية المستنبطة من القرآن وارتوى بروائها وتغذى من نبعها، وأشرق على الدنيا داعيا إلى قيم المحبة في الله والخير والجمال والحق والعدل بين الناس، وانتصر للقضايا العادلة وحارب الباطل بمختلف تشكلا ته.. بعزة وثقة تامة وإقدام وبأسلوب واضح ولغة فصيحة يفهمها كل الناس. فالفن الذي ننشده هو نقيض الفن الهائم والضائع الذي يتبنى الزيف منهجا للحياة مزركشا بالأكاذيب والمساحيق المضللة عن الحق والعدل، إنا نطمح إلى فن إسلامي نظيف يحارب الغموض والعبث، ويشجب الحيرة والاضطراب والتناقض ونشر الفساد في الأرض، ونندد بكل فن يعمل على إيجاد الصراعات والإحن بين الناس، أو يكرس واقع التخلف والتوحش وحياة الأنعام، أو يشكك في شيء أصيل وجميل في ألذات البشرية. إن المبدع الفرقاني / الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة هو إنسان خير بطبعه، ولديه مجموعة من الثوابت الالاهية والقيم السامية تدفعه لان يعمل ويبحث في موضوع ما، ومن أهم القيم التي يمتلكها المبدع المسلم هي الإصلاح والبحث عن الأصالة والصدق والأمانة، وكل الموضوعات التي يعالجها تصطبغ بالقيم الإنسانية الرفيعة التي يؤمن بها ويجسدها في حياته... على عكس الفنان الهائم الضال عن هداية الله الذي يقول ما لا يفعل ويظهر غير ما يبطن ويعيش حياة ضنكا بسبب إعراضه عن الحق.! وهكذا يصبح الفن وسيلة للبناء والتشييد، والسمو والتقدم، وحافزا للرّوح، ومشكلا للفكر والوجدان والمفاهيم المتطابقة مع الحق والعدل، وباعثا للحيوية والقوة الايجابية في حركة الحياة الشاملة، وممهدا لطريق السعادة والنقاء والحياة الطيبة المطمئنة، وحارسا لهوية أمّتنا الإسلامية...
إن الفن الإسلامي فسيح الرقعة، واسع الأرجاء، لان كل فن سار في فلك القيم الإنسانية النبيلة التي لا تمجها النفس السوية صراحة أو ضمنا كان فنا إسلاميا، وكل فن عالج قضايا وأفكارا بتصور إنساني راق واصطبغ بالمفاهيم الإسلامية الواردة في كتاب الله فهو الفن الإسلامي الذي ننشده لبناء حضارة إسلامية جديدة ومتقدمة عن أية حضارة إنسانية لا ترتكز على المفاهيم القرآنية في بناء المجتمع. وكل عمل يبث الخير في نفوس شبابنا وأطفالنا والأسرة بشكل عام هو عمل إبداعي وحضاري، وأي عمل فني ينفع الناس ليس فيه فساد ولا إفساد متعمد، وإنما فيه خير نبثه في نفوس شبابنا وأطفالنا وعقولهم ليساعد على خلق جيل يحمل الخير في نفسه، فهو عمل نباركه، والفن إن لم يكن خادما للمجتمع، مدافعا عن ثقافة الأمة ومفاهيمها السوية وأسلوب عيشها المميز في الحياة ومدافعا عن تطلعات الناس وطموحاتهم وحقهم في الحياة الكريمة وفق المنهج الإسلامي الذي ارتضوه لحياتهم، وتبصيرهم بالواقع، والصدق مع النفس،والتجاوب العاطفي الوجداني مع المشكلات الحياتية النابعة من ممارسات الواقع، ساعيا إلى تغيير البنية المادية والنفسية لأفراد الأمة، فاعلا بنجاعة في تطور المجتمع ومساهما في أداء الناس لمسؤولياتهم، رافضا لكل أنواع القهر والاستبداد والاستغلال، قائدا للأمة إلى أهدافها الرئيسية في الحياة.. فليس بفن.
إن أولى مهمات الفنان المؤمن هو مواجهة أوضاع التخلف والظلم والاستبداد والتسلط والطغيان وتغييرها إلى الأفضل والأمثل والتخلص من قيود المرض والجهل والتمييز الطبقي والطائفي، والتفتح على القيم الإنسانية النبيلة في العالم والارتفاع بمستوى المجتمع والأمة لتتناسب أوضاعها مع مبادئها الحضارية/الإسلامية التي تحفزها لبلوغ ما وراء العرش تطورا وتقدما وازدهارا، والنفاذ من أقطار السماوات والأرض...
إن هذه المهمات التي ندعو لأن يبشر بها الفنان الفرقاني في أدبه ومسرحه ورسومه ومختلف الأشكال الفنية التي يحسنها، هي التي ستجعله فنا متميزا جديرا بنيل احترام الناس بوصفه يتبنى قضاياهم ويعالج مشاكلهم ويساعدهم على تبين طريق الحق والسعادة والفلاح.
لقد قام الفن الإسلامي منذ بدايات الدعوة المحمدية بمهمات جليلة في التمكين لقيم الإسلام ومبادئه السمحة، وظهرت آثار التصور الإسلامي في المدينة المنورة، ونجحت التجربة الإسلامية نجاحا باهرا حين قدمت لنا وللعالم كله روائع الشعر الإسلامي القديم، ولقد عبر الشعر – ديوان العرب الأول – عن أدق خواطر الإنسان ومشاعره، وأزماته وهمومه، وحيرته وقلقه، وسخطه وتمرده،وموقفه من الحب والغربة والموت، وتأملاته في الكون والطبيعة، وتعاطفه مع الحيوان، ورثائه للطيور الصادحة، وحنينه إلى الأوطان، وتمجيده للقيم النبيلة، وتصويره للبطولات الملحمية... إلى غير ذلك من التجارب الشعرية الرائعة. كما استخدم الأدب كوسيلة في تهذيب الأخلاق وتربية الضمير وهداية العقول إلى الحق والخير وفي هذا يقول حسان بن ثابت:
إذا الشعر لم ينشر مكارم قومه فلا حمدت منه المكارم مشهدا
ويقول زهير بن أبي سلمى:
وإن أحسن شيء أنت قائله بيت يقال إ ذا أنشدته صدقا

فالحضارة الإسلامية لم تفصل في يوم من الأيام بين النواحي الجمالية في الفن والمضامين الراقية التي ترتفع بفكر الناس وأذواقهم وتجلب لهم الفائدة في حياتهم وتخضع لهم الدنيا ذليلة لأنهم عرفوا حقيقتها من خلال الحكم والأمثال والقصص التي تبثها مختلف الفنون في نفوسهم، يقول عبد القاهر الجرجاني في (أسرار البلاغة ج 2 ص 133): « المقصد الاسنى للشعر هو تنمية الذّوق السّليم بحكمة يقبلها العقل وأدب يحسب به الفضل وموعظة تروض جماع الهوى وتبعث على التقوى وتبين موضع القبح والحسن في الأفعال وتفصل بين المحمود والمذموم من الخصال ».

ويشدو أبوتمام:
ولولا خلال سنها الشعر ما درى
بغاة العلا من أين تؤتى المكارم

واستمر هذا الفهم الصحيح لمهمات الفن الإسلامي والأدب المصطبغ بالمفاهيم القرآنية وأنتج تيارا فنيا مباركا ظل متدفقا في مختلف العصور الإسلامية، حتى أطلت علينا رؤوس الفتن في حياة هذه الأمة بنزعاتها العنصرية، وشعوبيتها وقومياتها الحديثة، وكان السبب الرئيس والمباشر في ذلك فتور المفاهيم الإسلامية الصحيحة التي كان لها الفضل في عزة المسلمين وقوتهم وازدهارهم. ولا عجب بعد ذلك أن أصبحنا نرى في العصر الحديث أفرادا يحملون القلم ويخطون الكتاب ويدبجون المقال والقصة والقصيدة... بيد أنهم منفصلين عن كيان الأمة الإسلامية وضميرها!!
لقد شهد النصف الثاني من القرن الماضي تحركا إنسانيا ملحا في سبيل البحث عن ألذات، وتحديد الهوية البشرية الحقة، ونفض الغبار المتراكم على إلا ذهان والقلوب بعد أن شعر الفرد بالتمزق والضياع، واختنق العالم كله فكريا وروحيا بمنطق العصر الآلي الصناعي... بل وأصبح الناس يوصفون بالرجال الجوف، ويشبهون بتماثيل مليئة بالقش تصيح قائلة:
نحن الرّجال الجوف *** حشينا بالقش(1)

وفي ظلّ هذا الواقع الجديد الذي صار إليه الإنسان بسبب بعده عن هداية السماء يبقى: (العامل الالاهي وحده، هو الذي يستطيع أن ينتصر على العزلة، وأن يجعل الإنسان مدركا للشعور بالألفة والصلة ومتوخيا غاية جديرة بوجوده (2)، لذلك ينبغي أن يكون التصور الإسلامي هو الذخيرة التي يستمد منها الفن الفرقاني موضوعا ته ومجالاته، ثم تعمل البراعة الفنية عملها، فتخرج من تلك المفاهيم في شتى مجالاتها فنونا جميلة رائعة، بمقدار ما تطيق الفهم والتلقي والاكتشاف، وبمقدار ما تتفتح بصيرتها لارتباطات الكون والحياة والوجود، فالكون خلقه الله من عدم، وكل شيء فيه موجه بقدرته وعنايته سبحانه وتعالى، وهو في حركيته يخضع لقانون واحد ويتجسد فيه التكامل والتعاضد وتحدث فيه جملة من التطورات التي لا تصطدم مع المشيئة الالاهية، وقد كرم الله الإنسان وجعله خليفة في الأرض ليقيم العدل اعتمادا على الميزان – ميزان القرآن – وهو مسئول على عمارة الأرض وإنشاء الحضارة، والبشر كلهم من ادم وادم أصل خلقته من تراب وأحب البشر إلى الله انفعهم للناس إذا ما قصدوا بأعمالهم التقرب من الله، وما الشريعة إلا وسيلة ليعرف الناس دورهم في الحياة ولكي لا يتيهوا عن طريق الحق والرشاد. فالفن الفرقاني هو الذي سيبشر بالرؤية الشاملة للإسلام التي تملا فراغ النفس والحياة، وتستوعب الطاقة البشرية في الشعور والعمل، وفي الوجدان والحركة، فلا تبقي فيها فراغا للقلق والحيرة، ولا للتأمل الضائع الذي لا يحقق سوى التسيب والعبث.
إن الفنان الفرقاني مطالب بالبحث عن الحقائق الوجودية وأن يعيها جيدا، ويحاول الغوص وراء أسرارها ورموزها، ويبحث عن النماذج الإنسانية والتحركات الجماعية التي تؤكدها وتبلورها، حتى ينطلق في مسيرته نحو الخير والكمال والجمال. فهو اقدر الناس على نفع المجتمع الإنساني والسير به في الطريق الصحيحة لتحقيق المطامح المشروعة في هذه الحياة، لان منهاج حياته منضبط بالصدق والتعاون مع الآخرين، وبواجبات كثيرة ومتنوعة نحو نفسه ونحو الآخرين، وكذلك نحو المجتمع الذي يعيش فيه، ويحيى على أمل انه «لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون» وهو قوي أمام إغراءات الحياة المختلفة، فلا يقع في الحرام، أو ينزلق إلى الرذيلة، ولا يحني رأسه أمام الفساد والظلم وشراء الذمم، رافعا راية العدل والقوة والمحبة والوئام لإخراج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

انه من الخطورة بمكان أن يقتنع بعض المبدعين في ديارنا الإسلامية بتفوق الثقافة الغربية على ثقافتنا فيلجئون تبعا لهذه القناعة إلى اتخاذ الغرب قدوة ومثالا، ويستبطنون مدارسه الإبداعية المختلفة، ومفاهيمه عن الحياة يقيسون بها إبداعاتنا ونتاجاتنا الفنية..، إن مثل هذا العمل يسقطهم أولا وأخرا في التقليد الذي يتنافى تماما مع العملية الإبداعية، لان التقليد يمثل العدو الأول للإبداع، كما أن استحضار الغرب في كل خطواتنا واعتباره سباقا في كل المجالات الحياتية يضعف من همتنا، ويميت تحفزنا للإبداع واختراق الآفاق، لان المرء إذا ما أدرك أن هناك من سبقه إلى درب من دروب الحياة واعتقد بعدم إمكانية الإتيان بشيء جديد، يفتر عزمه، ويتلاشى حزمه في تقديم التضحيات الكافية لبلوغ ذلك الدرب المقصود، على عكس ما إذا كان سباقا لاكتشاف جواهر مطمورة، ولآلئ مكنوزة، وتحف لم تر العين مثلها من قبل، فان نفسه تكون في توق، وقلبه في شوق، لتقديم كل غال ونفيس ليفوز بقصب السبق في الاكتشاف الجديد وبلوغ الهدف المراد ونيل كل عجيب متسام، ولقد أدرك أجدادنا من المسلمين هذا السر في الإبداع فصنعوا المعجزات فكرا واكتشافات، وبهروا نفوسا كرعب من ينابيعهم الثرة وبحارهم العميقة المليئة بكل رائع وجميل ومؤثر عجيب، وانتقلت آدابهم إلى أوروبا عبر الدردنيل والأندلس وصقلية وغيرها... وعلى ورثة هؤلاء الأفذاذ أن يواصلوا مسيرتهم في البناء والتشييد والإبداع...
ولقد جاء في مادة بدع ما يلي:« بدع، بدعا الشيء: اخترعه وصنعه لا على مثال، والبدع المحدث الجديد، والبدعة ما أحدث على غير مثال سابق»(3). والفن إبداع لأنه يبدع ما هو جديد، ويجعله يظهر للوجود فجأة، كان المرء يراه لأول وهلة، ولا بد من الإشارة إلى أن الفنان لا يقوم بخلق العمل الفني، لان الخلق هو عملية الإيجاد من العدم، وإطلاق صفة الخلق على الفنان يعتبر تجاوزا لحقيقة العمل الذي يمارسه الفنان. فالله وحده خالق كل شيء في الوجود. إن أقصى ما يستطيعه الفنان هو تركيب الصور والمفاهيم والمعاني التي خلقها الله، بشكل جميل ملفت للانتباه، ومؤثر، أي بشكل بديع يحسبه الناظر إليه انه يراه لأول مرة، فالرسام مثلا يختار بعض المشاهد الكونية التي خلقها الله ثم يقوم بتركيبها بصورة جميلة ملفتة للانتباه، وتحدث العجب والدهشة في نفس المشاهد، محاكيا في رسم هذه المشاهد حقيقة المشاهد الكونية، ومصبغا عليها المفاهيم التي توصل إليها خلال مسيرته الوجودية، إن المعاني والمفاهيم هي أيضا قد خلقها الله مع خلق الإنسان، ومهمة الإنسان اكتشافها والبحث عنها في المخلوقات الكونية أوفي الكتب السماوية الصحيحة التي تضمنت تلك المعاني والمفاهيم. إن أقصى ما يمكن إن يطمح إليه الفنان المبدع هو تحقيق السبق في اكتشاف المشاهد والصور والمعاني الراقية الجميلة والجليلة وتركيبها بصورة مؤثرة وممتعة لتقريبها من البشر حتى يتمتعوا بجمالية الصور والمعاني التي من شانها أن ترقى بأذواقهم وأفكارهم وتسموبسلوكهم وأخلاقهم. وهذا الفهم لرسالة المبدع / الفنان المسلم يجعلنا نلح على ضرورة توفر المضمون الهادف في كل الأشكال الإبداعية وأن تحتوي نتاجات المبدع على القيم الإسلامية النبيلة والمبادئ السامية من اجل رفع الحياة البشرية وترقيتها إلى مستوى التكريم الالاهي للإنسان. فالفنان إنسان واع بدوره في الوجود، يسعى بفنه إلى تحريك الحواس المتبلدة لتنفعل بالحياة في أعماقها، وتتجاوب تجاوبا حيا مع الأشياء والأحياء، فقيمة الفن تظهر فيما يقدمه للحياة والناس من خير، وما يبشر به من قيم عليا ومثل سامية وما يدعو إليه من أخوة وتراحم وعدالة ومحبة بين الناس ليتعارفوا ويعيشوا في امن وسلام، ويدلهم على الطريق ويأخذ بأيديهم إلى العزة والفضيلة، إن الفن موهبة من الله يحدث به صاحبه ثورة فكرية تضرب الأوضاع الفاسدة، وتملا النفوس تذمرا وتطلعا دائما إلى الأفضل، فهو وسيلة للدفاع عن الحق والانتصار له وإذاعة الفضيلة ومحاربة الشر في كافة صوره ومقاومة الظلم وأصحابه ومن يمشون في ركابه...!
فأمام الفن إذن حقول خصبة للإبداع والعطاء وخاصة في مجال القوة الذاتية التي تحفظ القيم السامية والمبادئ النبيلة في نفوس الشرفاء المؤمنين برسالتهم في الحياة جيلا بعد جيل، ولعل من أعظم الأشياء قيمة « الأمل»، حيث لا تموت الأماني، أو يتطرق اليأس إلى النفوس في أحلك الأوقات وأحرجها، ولا يقع الفنان المؤمن برسالته فريسة الخوف أو الخشية إذا ما قارن قوة أعداء أمته المادية بقوته، المهم أن يمضي قدما في مسيرته الخالدة مهما كانت التضحيات جسيمة « إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي...» وهذا يجعل مقاييس النصر أو الهزيمة، ومقاييس القوّة والضّعف تختلف وجهة نظر الفنان الفرقاني إزاءها عن وجهة نظر الآخرين باعتباره يستمد كل مفاهيمه عن الكون والإنسان والحياة من القرآن الكريم. وهكذا يصبح الفن المنشود هو الذي يقوي الذات وينميها ويكملها، فالفن يجب آن يكون إنسانيا يخاطب في الإنسان سموه، ويركز على جانب القدرات الايجابية فيه، والتي تنسجم مع مهمته فوق الأرض، والتي تحقق مبدأ الاستخلاف، ما دام الإنسان مستخلفا، انه إضاءات وجدانية، وإشراقات عقلية في الوقت نفسه تستهدف الإنسان كأعظم مشروع يتحقق فيه التصحيح.
إن المضامين الهادفة والراقية إذا لم توضع في قوالب جمالية مؤثرة تفقد جزءا من قيمتها ويصبح تأثيرها محدودا، لذلك يصبح من شروط إبداع الفن الفرقاني تهيئة اللقاء بين الجمال والحق، فالجمال حقيقة في هذا الكون الذي أبدعه الله كأحسن ما يكون.. والحق هو ذروة الجمال، من هنا فإنهما يلتقيان في القمة التي تلتقي عندها كل حقائق الوجود، والفن بهذا المعنى هو التعبير الجميل عن حقائق هذا الوجود اعتمادا على مواهب ناضجة، وأسس فنية واضحة، مؤثرة، فالفنان المسلم يجب أن يكون وسيطا بين الوجود والتعبير ويقف في موضع الوفاق والتناغم الذي يحيل كل شيء إلى لحن جميل، وأن يبتعد قدر المستطاع عن عيوب الخطابة والتقريرية، وجمود الشكل، ونثرية العبارة، وبهوت الصورة، بشرط أن لا يطغى الإحساس بالجمال عن الفكرة الملتزمة بقضايا الوجود والحياة والمصطبغة بصبغة الإسلام وثوابته .
فلا بد إذن من اتخاذ العدة الفنية التي تستطيع تقديم الفكر النظيف في صورة موحية مؤثرة، وأن يسعى الفنان إلى استغلال الجوانب الفنية والنفسية والتأثيرية في الفن لاجتذاب الفطر السليمة.. وإقناع العقول السوية، والتغلغل إلى أعماق الوجدان الحي، للخروج بالإنسان إلى نطاق الفعل المتبصر، والحركة الواعية، والتغيير الايجابي، وإيجاد مجتمع الخير والعدل والفضيلة مع الانتصار على سلبيات الفكر والسلوك.
إن المزاوجة بين الجمال والحق أي المزاوجة بين الشكل والمضمون بصورة مبدعة تتطلب الاقتدار على الضبط، والبراعة في إحسان التحرك وإجادة التصرف في أضيق المساحات والمجالات، وأدق الأطر دون المساس بها، أو خدشها وتشويشها أو المروق منها. والاقتدار على الحركة داخل هذا الإطار الضيق المحدود هو المقياس أو المعيار الذي نفرق به بين الصادق والدعي، وبين الأصيل المتمكن والدخيل المتطفل. فالطفل الذي لم تنم مهاراته، تعطيه الصفحة الكاملة ليرسم فيها شجرة فيحتج بصغر المساحة التي لا تتسع لرسم شجرة، وتعطي عشر معشارها لفنان مقتدر، فيعطيك فيها عالما متكاملا يضج بالحياة، وينضح بالفتنة والجمال...
والفنان المبدع يدرك جيدا أن الفن لا يقوم على تصوير الحياة كما هي، بل لا بد من تدخل الفنان الذي يقوم باختيار أهم العناصر وانتقائها من واقع الحياة ثم يعيد ترتيبها ويخلع عليها من ذاته المسلمة وخياله وتفسيره مم يجعل تلك العناصر عملا فنيا محكما، فيه يمتزج الواقع بالخيال بما لا يشوه ذلك الواقع أو يفقده واقعيته ولبابه، فالفن الفرقاني المنشود لا بد أن يكون مرتبطا بالحقيقة والواقع متميزا بأسلوبه ومضمونه وغايته ويقصد منه أولا وأخرا تحقيق الموعظة الحسنة والعبرة ودفع الناس للتفكير في حكمة الله وربوبيته، وان يبتعد قدر المستطاع عن الغموض والإبهام، ويحرص على تحقيق الإشباع العقلي والوجداني دون حيرة أو إبهام، حتى يمهد ذلك السبيل لرحلة جديدة من التفكير والتذكر واتخاذ موقف واضح من الوجود.

--------------------------------
المراجع
1- نقلا عن كتاب « اليوت» للدكتور فائق متى ص155.
2- نيقولاي برديائف : العزلة والمجتمع ص121 – ترجمة فؤاد كامل – مكتبة النهضة المصرية – القاهرة 1960 .
3- منجد الطلاب ص24 – 25